تابعنا بكل اهتمام بمناسبة إحياء الذكرى 55 لعيد الجلاء عن قاعدة بنزرت في الموكب الخاشع بإشراف رئيس الجمهورية ترحما على أرواح الشهداء الذين سقوا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية ودوامها وتطهير البلاد من بقايا الاستعمار وكان يوم 15 أكتوبر من الأيام الخالدة التي لا تمحى من الذاكرة الوطنية وقد عشناها بإحساسنا وقلوبنا وكنا من المساهمين الفاعلين في هذه المعركة الخالدة بفضل تمسكنا بحزبنا ووطنا وقائدنا الأوحد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي نجح في هذا الرهان وتجاوب معه الشعب وخاصة الدستوريين من بنزرت إلى بنقردان وأتذكر يوم 15 جويلية 1961 حيث أشرف على اجتماع عام بمقر الشعبة وجندت أكثر من 120 شابا دستوريا لبوا نداء الحزب وتطوعوا إلى معركة بنزرت وكانت قيادة الحزب بصفاقس على رأسها الشيخ أحمد دريرة تكبر فينا هذا الجهد النضالي الذي لا ننساه وكان التتويج بعد المعركة التي دامت ثلاثة أيام استشهد فيها الكثيرمن شبابنا الدستوري وحرسنا الوطني وجنود جيشنا البواسل ورجال أمننا في سبيل الوطن دون خوف من رصاص الاستعمار وكان عدد الشهداء رحمهم الله يفوق 950 شهيدا والاف الجرحى وأعطى رجالنا البواسل درسا لن تنساه فرنسا حيث بهذه المعركة غير المتوازنة من حيث قوة السلاح تم قتل مئات من الجنود الفرنسيين والضباط بفضل شجاعة أبنائنا ودفاعهم عن الوطن وفي هذه المعركة الخالدة استشهد البطل الشجاع الرائد محمد البجاوي رحمه الله الذي أعطى درسا لغلاة الاستعمار. أتذكر هذه المعركة بأيامها وساعاتها وما فيها من حلو ومر ولن ننسى الليلة الخالدة التي هب فيها المناضلون بخرق الحواجز والأسلاك الشائكة بإبلاغ اللائحة الاحتجاجية إلى السيد والي بنزرت احتجاجا على تعسف الاستعمار ولن ننسى موقف المناضل المرحوم الطيب تقية رحمه الله الذي كان في مقدمة المسيرة. سيادة رئيس الجمهورية هذه الذكرى الخالدة التي سجل فيها أبناء بورقيبة أروع التضحيات والفداء للوطن. نرجو منكم يا سيادة الرئيس أن تبادروا بتكريم الأحياء من المناضلين وأن تكرم أبناء الشهداء وزوجاتهم وما ضر لو تتفضلوا بإعطاء تعلمياتكم قصد تكوين لجنة عليا للمناضلين والمتطوعين حتى يأخذوا حقهم مثل بقية الشهداء والمناضلين وهم أولى وأجدر من غيرهم. وما ضر لو يقع تعيين كاتب دولة برئاسة الحكومة مكلف بملفات المناضلين والشهداء. ومن جهة أخرى نشكركم على عنايتكم وحرصكم على حضور عدد من المناضلين القدامى أمثال السيد محمد العروسي بن إبراهيم أول معتمد في عهد الاستقلال. ولكن يا سيادة الرئيس تغافلتم لمدة أربعة سنوات وتجاهلتم جمعية مناضلة بورقيبية دما ولحما هي جمعية الوفاء للمحافظة على التراث البورقيبي التي أسست سنة 2005. عاشت تونس حرة منيعة أبد الدهر.