السرس (الشروق) تقع مدرسة المرجى على بعد 05 كلم من مدينة السرس تأسست منذ سنة 1913 ، تخرجت منها عديد الأجيال من التجمعات السكنية المجاورة من القنطرة إلى أولاد حربي إلى بيت صلاح الدين وأولاد أحسن وبيت التونسي وبيت العمدوني والقنطرة . وتعرف بصمودها كمنارة علمية بالجهة إلا أن مياه الفيضانات المتأتية من وادي عمير ومجاري المياه المجاورة قد جعلتها تؤرخ للسنوات التي شهدت فيها الجهة فيضانات ومعاناة مسجلة تضرر الممتلكات الفلاحية والمواشي وتحول الضيعات إلى مستنقعات بعد خسائر تكبدها أصحابها من أجل تحويلها إلى أرض خصبة تنتج الخضر الفصلية وتساهم في المنتوج المحلي والجهوي والوطني من إنتاج الحليب واللحوم والخضر بأنواعها فهي شاهد على العصر على جميع المستويات. مدرسة ثقافية نموذجية هذه المنارة اقتحمتها المياه ليلة الخميس 18 أكتوبر فحوّلتها إلى مسبح عائم بالأوحال والمياه الملوثة وذلك رغم الوعود التي شهدتها للعناية ببنيتها التحتية سنة 2016 عندما أطلقت عليها تسمية أول مدرسة ثقافية نموذجية بولاية الكاف وثاني مدرسة بالجمهورية التونسية حتى تنمو فيها قيمة الكتاب والأنشطة الثقافية وتساهم في إثراء زاد أبنائها الذين يردد جلهم شعر المعلقات لزهير بن أبي سلمى وعنترة العبسي وطرفة بن العبد ... عن ظهر قلب . حيرة المربين وقد حلم المربّون بهذه المؤسسة المتميزة إلا أن الفيضانات تعاودهم في كل مرة وتعيد ما أنجز إلى النقطة الصفر ، فعبد اللطيف الفضلاوي مدير المدرسة بدا مستاء يوم الزيارة الميدانية التي أدتها الجهات المعنية لمعاينة الأضرار بسبب تضرر الحديقة المدرسية التي قضى ساعات طوال وهو يقلم أغصان ورودها الزاهية . فرحات الشابي وإن تحامل على ما حدث وأبدى استعداده لانطلاق نشاط التهيئة وتنظيف المؤسسة وجهر الأوحال التي أغرقت جميع القاعات ومعدات التدريس (خرائط) إلا أنه بدا مستاء أيضا من التأثير السلبي للفيضان على الألوان وطرق التنظيم التي اتخذها ليجعل من قاعة القسم التحضيري تحفة فنية وتربوية يلذ فيها التنشيط والدرس لتلامذة القسم التحضيري ويزديهم إقبالا على العلم والتعلم . أما المربي قيس وإن اتخذ من المسكن المدرسي مقرا لإقامته حتى يكون العين الساهرة على سلامة المؤسسة إلا أن الفيضان جعله يقضي ليلة صعبة للغاية جراء إتلاف أغطيته ومعداته المنزلية وامتلاء المسكن بالماء مما جعله يتخذ من الخزانة مرقدا لابنيه مطالبا بإيجاد حل أو نقلة إلى مؤسسة أخرى حتى يتخلص من الفيضانات المستمرة التي تشهدها مدرسة المرجى من سنة إلى أخرى بشهادة كل المربين والقاطنين بالقرب منها . حملة وقد عرفت المدرسة حملة لجمع التبرعات والتطوع لتنظيفها من قبل الجهات المعنية وأهالي السرس والمرجى بما يمكن التلامذة من العودة إلى مقاعد الدراسة في أيسر الظروف .