هكذا خططت النهضة لإنهاء النداء وهؤلاء ساعدوها إذا لم نتمكن من تشكيل حكومة بلا نهضة سنتجه إلى الانتخابات قال الأمين العام لحزب حركة نداء تونس سليم الرياحي ان حركة النهضة عملت على ضرب حزبه مباشرة اثر الانتخابات البلدية حتى لا يكون هناك حزب قادر على منافستها في الانتخابات المقبلة. تونس الشروق: واعتبر سليم الرياحي في حوار مع «الشروق» ان النهضة استغلت يوسف الشاهد وانتهازية البعض لتنفيذ مخططها مؤكدا انها فشلت في ذلك كما فشل رئيس الحكومة في تكوين «حزب الدولة» او افتكاك النداء وفي ما يلي نص الحوار: أين وصلت عملية الاندماج؟ الاندماج تم إجرائيا بين الحزبين كما تم تكوين الديوان السياسي الذي انطلق في اجتماعاته سواء المتعلقة بالتسيير اليومي أو بعمل الكتلة البرلمانية أو الكتل البلدية ومن المنتظر أن يتم خلال الساعات القادمة الإعلان عن تركيبة الهيئة السياسية الموسعة، بالنسبة للهياكل المحلية والجهوية هناك لجنة تكونت للإشراف على تلك العملية تضم كل من قاسم مخلوف واسماعيل السحباني. هناك بيان من عدد من منتسبي النداء رفضوا فيه هذا الاندماج فهل من توضيح؟ أنا استفسرت عن تلك العملية التي لا تضم هياكل للوطني الحر وتبين أن تلك المجموعة تم استبعادها منذ فترة وفيهم حتى من تقدم بقائمات مستقلة في البلديات ولكن اليوم النقاش أفضى إلى ضرورة الاستماع إلى كل من له مشاكل تنظيمية مع الحزب ولم لا يعودون إلى حزبهم طبعا هذا لا يشمل من اضر بالحزب واتخذ فيه قرارا نهائيا. هم لا يتجاوزون مائة شخص وفيهم المغرر بهم في إطار الحرب على الحزب من جماعة الشاهد وبالرغم من ذلك ابقينا على حقهم في العودة. هل فعلا هناك توجه إلى رفع التجميد عن الشاهد؟ هي نقطة مطروحة لكن بناء على شروط معينة وهي أن يعود هو إلى الحزب ويطلب رفع التجميد وندرس الإشكال الذي وجد بينه وبين الحزب أي أن هذا يتم بناء على طلبه واستعداده للعودة إلى الحزب فهو اليوم يمثل أجندة طرف آخر. أنا كأمين عام في الحزب تبين لي انه ليس هناك مشكل خاص أو شخصي مع الشاهد أو طموحه لكن المشكل هو انه انطلق في حملة انتخابية وفشل في إنقاذ الاقتصاد واختبأ خلف طرف آخر وهو حركة النهضة. لكن لماذا ليس هذا موقفكم من باقي وزرائكم؟ هذه نقطة تحسب للنداء فقد تريث من اجل مصلحة البلاد ورفض إسقاط الحكومة وهو يعلم جيدا أن العملية برمتها ستتوضح في المرحلة القادمة لان النتيجة واضحة لذلك مثلا نحن نقول إننا لسنا مسؤولين عن نتيجة الحكومة الحالية. لكن انتم تشاركون فيها إلى الآن بوزراء من حزبكم؟ اليوم الحكومة الموجودة هي حكومة حركة النهضة وموقفنا السياسي واضح. هل يعني ذلك أنّ الوزراء الموجودين هم وزراء النهضة؟ نعم هم وزراء النهضة كلنا نعلم الطموحات الشخصية وهي التقت مع ضعف الانتماء الحزبي الذي تعاني منه الساحة السياسية ككل وليس النداء فقط لذلك تجد أن هناك أشخاصا موالين لرئيس الحكومة وليس للحزب وتم إقناعهم بأنه يملك برنامجا ضخما وانه هو المستقبل وان تلك الحكومة هي حكومة المستقبل بدعم من حركة النهضة التي تعمل على خلق حزب جديد لهم أو اختراق نداء تونس وافتكاكه وتنتهي العملية. هذا ما تم تسويقه وهو يدخل في إطار الانتهازية، هذه التجربة مهمة لنا ولكل التونسيين ويجب أن نصلح الأمور حتى على مستوى الدستور وما جعلنا نعيش هذا الوضع هو السياحة الحزبية التي مكنت من شق صفوف النداء أو كتلته البرلمانية. نحن اليوم سنطالب التونسيين بالأغلبية في الانتخابات القادمة لكي نتمكن من الحكم بشكل طبيعي كما يجب القضاء على السياحة الحزبية حتى يكون الفائز قادرا على مواجهة الانتهازية وقادرا على تنفيذ برنامجه. هل تتهمون النهضة بالعمل على ضرب النداء ؟ وما الهدف من ذلك؟ العملية كالتالي، لماذا هذا المخطط من حركة النهضة؟ والذي استعملت فيه جميع الطرق واستغلت يوسف الشاهد وشقت الكتل البرلمانية وكونت كتلة هي من يسيطر عليها لضرب نداء تونس لكي تظل المعركة قائمة وأنا أتحدى يوسف الشاهد أن ينشئ حزبا لأنه حينها ستخرجه النهضة من الحكم لكي لا يستعمل مؤسسات الدولة في الانتخابات. هي تريده ان يبقى في صراع مع نداء تونس حتى اقتراب موعد الانتخابات وبالتالي يصل النداء إلى تلك الانتخابات وهو مرهق من الصراع الداخلي وهو ما يجعله اضعف من أن ينافس النهضة، لكن النداء لم ينهزم هو يحتاج إلى قليل من التنظيم على مستوى الهياكل وهذا ما نعمل عليه الآن. تحدثتم عن مشاورات لتشكيل الحكومة متى تنطلق؟ هي تنطلق اليوم لكن أنا لا يمكن أن أقدم أية تفاصيل إلى حين انطلاق المشاورات الرسمية وعندها سنعلن عنها رسميا وعن الأطراف التي تشملها. لكن نحن عندما أطلقنا فكرة حكومة من دون النهضة لم نسمع أي رفض إلا من التيار الديمقراطي وهو أمر طبيعي بالنسبة لنا، نحن نعتبر أن كل الأطراف بصدد دراسة الفكرة. هناك من يرى ان اكبر مكافأة تقدم للنهضة هي إخراجها من الحكم في سنة انتخابات؟ هو أمر طبيعي أن يكون لكل طرف وجهة نظره هم يرونها اكبر مكافأة ونحن نراها أفضل خيار لان هذا الفشل الذي نعيشه منذ 2011 الطرف الوحيد الموجود في الحكم خلال كل تلك السنوات والى سنة 2018 هو حركة النهضة ونعتبرها سببا أساسيا في هذا الفشل. هل مازالت هناك إمكانية لإصلاح العلاقات مع النهضة؟ اليوم التوافق مع حركة النهضة انتهى لأنّ التوافق تم لمصلحة تونس وقام به السيد رئيس الجمهورية الذي رأى أن مصلحة تونس في ذلك التوافق وفي تشريك أكبر عدد ممكن في الحكم لتوفير شيء من الاستقرار وكذلك لمعالجة عدم تحصل نداء تونس على الأغلبية التي تمكنه من الحكم بمفرده لذلك قلنا لابد من مراجعة النظام الانتخابي حتى يتمكن احد الأطراف من الحصول على الأغلبية والحكم بمفرده مستقبلا. هناك نقاشات مع عدة أطراف من اجل تكوين حزب وسطي كبير وهناك أطراف لا ترغب في الاندماج نتفاوض معها حول عمل جبهوي في الانتخابات المقبلة. لماذا كل هاته السرية في نقاشاتكم؟ السرية أمر طبيعي في هاته الحالة لأنه مثلا بالنسبة لاندماج النداء والوطني الحر لولا السرية لتم ضرب ذلك المشروع أو اختراقه وهو أهم سلاح يستغله منافسنا. ما هو موقفكم من مشروع الميزانية؟ قمنا بندوة ضمت عددا من الخبراء وهم بصدد إعداد تقرير حول النقاط التي نرفضها ثم سنقدمه للكتلة البرلمانية. هل انتم مع هذا المشروع؟ توصلنا من خلال عمل الخبراء إلى قناعة بان هذا المشروع ليس في مستوى التحديات الحالية كما انه ليس في مستوى الخطر الداهم على مستوى المالية العمومية كما انه بعيد عن تطلعات التونسيين الذي أثقلتهم والاداءات وغلاء المعيشة. نحن نريد الابتعاد عن سياسة تثقيل كاهل المواطن والعمل على خلق موارد أخرى للدولة مثلا عبر إدماج الاقتصاد الموازي أو العمل على بعث مشاريع كبرى وتفعيل الشراكة ين القطاعين الخاص والعام، ليس هناك أي مشروع في هذا الصدد بالرغم من أننا مررنا قانون الشراكة بين الخاص والعام ونعلم أن تلك المشاريع قد تجنبنا الزيادة في والاداءات وهو ما يريح المواطن قليلا. المعركة الحقيقية هي كيف نخلق موارد أخرى للدولة ونحسن وضع الصناديق الاجتماعية، هنا يجب ان نتساءل أيضا أين علاقاتنا الخارجية التي كان يمكن أن نستغلها. على ذكر العلاقات الخارجية هناك من يرى ان بيانكم الأخير كان متشنجا؟ بالعكس نحن لا نهوى التشنج لكن نعتبر أن تونس منذ الاستقلال اختارت خط الوسط في علاقاتها الخارجية وعدم الانخراط في أي محاور دولية ما جعل علاقاتنا جيدة مع الجميع ثم يجب ان نأخذ في حسابنا وضع التونسيين في الخارج وهنا ذكّرنا بالتونسيين في السعودية والإمارات ووضعنا الاقتصادي ولو تحركت الحكومة في هذا الاتجاه لجلبت الكثير من المشاريع. لكن موقف الحركة كان من منطلق ان الاغتيال جريمة دولة مست بمبدإ كوني؟ نحن لا دخل لنا في هاته الجريمة فهي تمت في تركيا وتم اتهام السعودية ونحن نعلم ان المنطقة ككل تشهد صراع محاور وبالتالي لا داعي للانخراط فيها ومن قال ان العملية صحيحة هل هناك ابحاث اكدت او نفت هي مازالت جريمة وهناك ابحاث جارية ولا يجب ان نستغلها للاصطفاف. في تونس مثلا هل نعرف اليوم من اغتال بلعيد والبراهمي؟ نحن الى اليوم وبعد سنوات لا نعلم الحقيقة بالرغم من انها جرائم تمت في تونس وبطريقة أبسط. من المفترض اليوم ان تكون رؤيتنا واحدة وهي كيف نطور ديبلوماسيتنا للارتقاء بنمط عيش المواطن التونسي لذلك ارى ان ما قامت به الحركة هو خطأ كبير. علمنا أن هناك لقاءات جمعت بينكم وبين النهضة؟ ربما هناك لقاءات شخصية وهنا نوضح انه يمكن أن نختلف لكن في النهاية نحن تونسيون ولنا علاقات صداقة مع الجميع بالنسبة لموقفنا السياسي كحزب هو معلن ونلتزم به. في هذا الإطار كف تقيمون موازين القوى في البرلمان اليوم؟ من الواضح ان حركة النهضة اليوم هي الحزب الأول في البرلمان حيث لها 107 نائب تقريبا. كيف ذلك؟ نعم لديها 68 نائبا من المنتمين للحركة إلى جانب نواب كتلة الائتلاف الوطني فهم في النهاية ليسوا حزبا كما أنهم معروفون ككتلة رئيس لحكومة وبالتالي كتلة إضافية لحركة النهضة التي ساهمت في تكوينها، ربما هذا يتناقض مع دعوتنا إلى مشاورات لتشكيل حكومة بعيدا عن النهضة لكن نحن نرى ان هناك الكثير من النواب المغرر بهم والمتورطون في مشروع النهضة هم حوالي خمس أو ستة نواب حاولوا إقناع البقية ببناء حزب الدولة لكن هذا لن يحصل لان الشاهد لن يكوّن حزبا وحتى إن تمكن من ذلك النهضة لن تتركه يقود حزبا إلى جانب قيادة الدولة. هل ستنضمون الى المعارضة ان فشلتم في تكوين حكومة من دون حركة النهضة؟ نحن اليوم نبحث عن حكومة من دون يوسف الشاهد وبالتالي حكومة من دون حركة النهضة وان لم نتمكن من ذلك نتجه إلى الانتخابات وهي من سيحسم بيننا ومن يقول إن النداء غير جاهز للانتخابات فهو يحلم لان النداء في شهر نوفمبر سيكون جاهزا للانتخابات في أي وقت.