تونس (الشروق) أكّد المخرج السينمائي الشاب نصر الدين السهيلي، أن فيلمه الوثائقي "لقشة مالدنيا"، الذي تم اختياره في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، عبارة عن درس في الصداقة. يسجل المخرج السينمائي نصر الدين السهيلي حضوره في الدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية، في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، بفيلمه الوثائقي "لقشة مالدنيا"، وهو الفيلم التونسي الوحيد في هذه المسابقة، وسيتابعه الجمهور لأول مرة يوم 08 نوفمبر الجاري بقاعة ال"ABC" على الساعة الثامنة والنصف ليلا، على أن يعاد بثه في اليوم الموالي بمدينة الثقافة في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، ويوم 10 نوفمبر بمدار قرطاج في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال. عن فيلمه الجديد أوضح نصر الدين السهيلي أنه اختار له عنوانين، الأول بالعربية "لقشة مالدنيا" والثاني بالفرنسية "Subutex"، معبرا عن سعادته بأن يقع اختيار شريطه الوثائقي الطويل، في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، متمنيا أن تعرف الدورة 29 للمهرجان، نجاح الدورة الماضية أو أفضل وأن يستمتع الجمهور بالأفلام المعروضة ومنها فيلمه. قصة تراجيدية ويحكي "لقشة مالدنيا" حسب رواية صاحبه قصة صديقين متشردين، في منطقة باب الجديد، بالعاصمة، أحدهم أطرد من إيطاليا، واسمه عبد الرزاق، والثاني متسوّل واسمه لطفي، وكلاهما مدمن "Subutex" وهو مخدر يتناول عبر الحقنة، وأضاف محدثنا في هذا السياق: "ينجح رزوقة في التخلص من الإدمان ويحاول مساعدة لطفي في التخلص هو الآخر من الإدمان، فيصطحبه إلى الطبيب ويتابع المشاهد رحلة العلاج للتخلص من هذا الأفيون،رغم الظروف المادية الصعبة التي يمران بها.". رحلة العلاج التي تحدث عنها نصر الدين السهيلي ستتخللها شجارات بين الصديقين، تجعل "رزوق" يتخلى عن "لطفي"، لكن سرعان ما تعود العلاقة بينهما لما يكشف الطبيب إصابة "لطفي" بالتهاب الكبد الفيروسي، وهو ما يجعل "رزوقة" يقرر مواصلة الرحلة مع صديقه رغم كلفة العلاج الباهضة، على حد تعبير مخرج الفيلم. مرشح للتويج واعتبر نصر الدين السهيلي أن قصة فيلمه الوثائقي، درس في معاني الصداقة والحبة والإيثار عن النفس، فرغم المأساة التي يمران بها – يقول محدثنا: "نلاحظ إقبالهما على الحياة، ويقدمان درسا في حب الحياة. "تشرّفت هذه السنة بعضوية لجنة اختيار الأفلام التونسية الوثائقية المشاركة في أيام قرطاج السينمائية... وعندما شاهدت فيلم نصر الدين السهيلي "لقشة من الدنيا" صدمني ورجّني لقوّته ولجرأته واختراقه لعوالم سفلية موغلة في الانغلاق ومجهولة لدى الكثير منّا رغم أنّها قريبة منّا وتتحرّك بجوارنا بل في قلب مدننا.." هكذا دوّن المؤرخ عبد الجليل بوقرة على صفحته الخاصة على "الفايسبوك"، وعنه سألنا مخرج الفيلم، فأجاب: "السيد عبد الجليل بوقرة قامة كبيرة في تونس ومن أهم المؤرخين ولكن ما يميزه، هو حبّه الكبير للسينما وشغفه بالفن السابع الذي انتقل كالعدوى الجميلة أو بالوراثة إلى إبنه عصام الذي أخرج فيلما قصيرا جميل جدا". وعن تصريح السيد عبد الجليل بوقرة في ذات التدوينة بأن لجنة الفرز، اختارت بالإجماع وثائقي "لقشة مالدنيا"، ليكون في برمجة الدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية، وعن كونه الوثائقي التونسي الوحيد في المسابقة، وعما إذا كان ينتظر تتويجا لفيلمه، علق السهيلي: "أولا رأي السيد عبد الجليل بوقرة في قيمة جائزة، وشخصيا لا أعرف بقية الأفلام خاصة وأن كلّها أجنبية، لكن ما دار في الكواليس، هو أن كل الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، من أفضل ما هو موجود بالعالم العربي وبإفريقيا، وقد تم انتقاؤها بعناية ، يبقى الأهم بالنسبة لي أن يحب الجمهور فيلمي ويحتفي به، وأتمنى أن أتوج لكن إذا لم يحصل ذلك، لن أكون حزينا أو غير راض. ولئن استعرض نصر الدين السهيلي تواريخ عرض الفيلم والتوقيت في الدورة المقبلة من أيام قرطاج السينمائية، في بداية حوارنا معه، فقد أكّد في ختام هذا الحوار، أن فيلمه سيدخل قاعت السينما وهي الكوليزي والبالاص والحمراء (الزفير) والأقورا بالمرسى وسيني جميل والبالاص بسوسة ومنزل بورقيبة ومنزل جميل والمنستير،وذلك بداية من يوم 11 نوفمبر 2018.