ستنطلق اليوم فعاليات أيٌام قرطاج السينمائية التي تمثل نافذة على السينما في العالم وخاصة سينما الجنوب منذ منتصف الستينات وكانت وراء ظهور أجيال من السينمائيين ومن عشٌاق السينما فهذا المهرجان الأوٌل في العالمين العربي والإسلامي وأفريقيا نجح في ان يكون ملتقى لثقافات وآراء ورؤى تحررية تدافع عن حق الشعوب في الحرية وتدين الاضطهاد والعنصرية . فبداية من يوم غد سيتحول شارع الحبيب بورقيبة والأنهج المحيطة به الى فضاء للقاء بين عشٌاق للسينما من كل الأجيال فالمهرجان كان شاهدا على عشرات قصص الحب والزيجات والصداقات ليس بين التونسيين فقط بل بين ضيوف المهرجان من كل القارات. وتشاء الأقدار أن تنتظم هذه الدورة بعد العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت الأمنيين والمواطنين قبل أيام في شارع الزعيم الحبيب بورقيبة وهي المرة الثانية التي يتزامن فيها المهرجان مع عملية أرهابية ففي سنة 2015 جدت العملية الأرهابية في شارع محمد الخامس التي استهدفت مجموعة من أعوان الأمن الرئاسي ومع ذلك لم يتوقف المهرجان وتواصلت فعالياته في تحد للأرهاب. يتكرر السيناريو هذا العام وفي تواصل المهرجان إصرار تونسي على التعلق بالسينما لأنها روح الحياة الجميلة وروح تونس التي تنطفئ مهما طالت سنوات العتمة وهذا ما يزعج الإرهابيين ومن يساندهم ويوفر لهم الغطاء السياسي والحاضنة الاجتماعية. فتونس لن تموت مادامت هناك سينما ومادام هناك جمهور تونسي متعلق بالسينما والحياة الجميلة .