منذ صباح أمس الخميس انطلقت احتفالات أيام قرطاج السينمائية 2018 بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الذي شهد حركية كبيرة لم تهدأ طوال اليوم من خلال عروض متنوعة استقطبت مئات الجماهير الى شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة ... تونس الشروق: لم يهدأ شارع الحبيب بورقيبة منذ صباح أمس الخميس تحضيرات واستعدادات لانطلاق احتفالات الدورة الحالية من ايام قرطاج السينمائّية التي تفتتح رسميا غدا السبت بفضاء مدينة الثقافة وبحضور نجوم السينما العرب والأجانب. وخيرت ادارة الأيام ان ينطلق تنشيط الشارع قبل موعد افتتاح الأيام وهي عادة دأب عليها المهرجان منذ ان تولى نجيب عياد ادارته. وحتى يكون السينما قريب من جمهوره حتى في الشارع ركزت ادارة المهرجان شاشة عملاقة وعددا من الكراسي في شارع الحبيب بورقيبة قريبا من المسرح البلدي وكأنها بمثابة قاعة سينما في الهواء الطلق لعرض مجموعة من الأفلام السينمائية مجانا وانطلقت امس بعرض اول شريط " إسكندرية ليه ". وشهد شارع الحبيب بورقيبة بعد يومين من الحادثة الإرهابية التي جدت على بعد أمتار من المسرح البلدي حركية كبيرة نساء ورجال وأطفال يتجولون بكل أريحية دون خوف أو رهبة رغبة منهم في التعبير عن تحديهم للإرهاب ولكل انواع التطرف اذ يعتبرون ان ذاك الشارع هو ملك لكل التونسيين ولا مكان لخفافيش الظلام ولأعداء الحياة في هذا الشارع وفي كل شبر من تراب البلاد على حد تعبير احدهم ... بالسينما وبالفن والثقافة نواجه الإرهاب هكذا تحدثت هاجر (طالبة ) جلست على احد كراسي شارع الحبيب بورقيبة تتأمل تلك الخيمات التي تم تركيزها وسط الشارع بداية من نزل افريقيا والى حدود تمثال ابن خلدون. ولم تتوقع هاجر ان تجد شارع الحبيب بورقيبة بهذه الحركية الكبيرة بعد حادثة التفجير على حد تعبيرها وعن احتفالات الأيام تقول " سعدت كثيرا بهذه الأجواء التي ستريح النفوس خاصة وان هذا المهرجان سيوفر لجمهور الفن السابع عدة عروض تونسية وعربية وافريقية وأنا كطالبة اجد متنفسا في السينما التي تريحني ولو قليلا من تعب الدراسة ..." ليس بعيدا عن هاجر بدأ الزوار يتدفقون على تلك الفضاءات التي اعدت خصيصا بمناسبة المهرجان منها الذي اتخذ شكل الخيمة تقدم لزوارها الكتب والمجلات وكل ما يتعلق بالسينما وبأيام قرطاج السينمائية في حين ظهر بعضها وكأنه محلات تجارية حقيقية تعرض الملابس والأواني التقليدية. موسيقى وعروض بهلوانية والجمهور في الموعد احتفالات اليوم الأول من ايام قرطاج السينمائّية تواصلت كامل اليوم من خلال الموسيقى والعروض البهلوانية والدمى العملاق والفن التشكيلي اذ جمع مهرجان السينما جل الفنون وقدم لجمهور شارع الحبيب بورقيبة لوحات فنية متنوعة استمتع بها الحضور واعتبرها بمثابة المتنفس لهم بعيدا عن ضحيج الساسة والأخبار السيئة التي أرهقت الناس على حد تعبير اسعد ( موظف ) كان مارا صدفة من ذاك الشارع الا ان تلك العروض جذبته فتوقف عندها ليشاهد بعضها يقول اسعد " اتمنى ان ينسينا هذا المهرجان ما حدث بداية الأسبوع في هذا الشارع بالذات واتمنى ان تتواصل الإحتفالات حتى نثبت للجميع ان الشعب التونسي لا يخاف الإرهاب والدليل اننا نحتفل بعد يومين في نفس المكان الذي تم فيه تفجير ارهابي ..." وان تفاءل اسعد بهذه الإحتفالات الا انه عاب على التلفزات التونسية نقل فضائح الفنانين الى المشاهد (حادثة مريم بن مولاهم في الدورة الفارطة مثالا ) بحثا عن البوز والتغافل عما يهم الثقافة والفن خلال ايام المهرجان ... وان كان عدد من رواد شارع الحبيب بورقيبة لا يعلمون ماهو الحدث الذي تعيش على وقعه تونس هذه الأيام حتى انهم لايعرفون ما سبب الإحتفال اكد عزيز( طالب ) انه لا يعلم بدوره بانطلاق احتفالات ايام قرطاج السينمائّية الا ان الصدفة وحدها قادته الى هذا الشارع فكانت خير صدفة على حد تعبيره .. عزيز قال ايضا انه من عشاق السينما ومن مواكبي المهرجان الذي وصفه بأكبر تظاهرة سينمائية عربية وافريقية مؤكدا على اهمية نجاح المهرجان لترويج صورة جيدة عن تونس خاصة في مثل هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد حسب قوله ... 135 فنانا يؤثثون عروض الشارع لم تكن الحركية عادية طوال يوم امس في شارع الحبيب بورقيبة وكأن بالوافدين على ذاك المكان ليس فقط لمواكبة احتفالات الأيام وإنما لمشاهدة الشارع وهو يحتفل ويتنفس فنونا ويتحدى أعداء الثقافة والفن والجمال على حد تعبير بعضهم ... نظرات تفاءل وأمل وتحد ... ولم تخف احدهم ما في سرها وهي تقف في نفس المكان الذي شهد الحادثة " انتم تبثون الموت والألم ونحن نبث الحياة والأمل ... سوف نحاربكم بالسينما وبالثقافة والفنون ..." ولم يهدأ شارع الحبيب بورقيبة والأنهج المحاذية له طوال امس الخميس على ان يتواصل التنشيط حتى العاشر من نوفمبر القادم وأوضح المسؤول على الجانب الاحتفالي لأيام قرطاج السينمائية 2018 سمير بالحاج يحي أن الدورة الحالية تحمل الكثير من الجديد مؤكدا على مشاركة 135 مبدعا في العروض الفنية بشارع الحبيب بورقيبة ممّا سيستقطب عددا كبيرا من الجماهير التي ستستمتع بمّادة ثقافية وفنية في مستوى هذا الحدث حياة بأكملها في شارع الحبيب بورقيبة زرعها محبو السينما وعشاق الفن السابع الذين كانوا في الموعد رغم ان الإفتتاح الرسمي لم ينطلق بعد الا ان الجمهور بدأ يستعد لهذا الحدث الذي طالما شهدت أيامه ازدحاما كبيرا وسط الشارع وداخل قاعات العرض.