لماذا حافظ الحيوان على الطبيعة ودمرها البشر صاحب العقل ؟ وكذلك الانسان البدائي الذي له سلوك فطري في المحافظة على الطبيعة أما الانسان المتقدم والمتعلم فلقد دمرها بعلمه. مساهمة العلم في تدمير البيئة إن التوازن بين الانسان والطبيعة قد تغير من خلال تطبيق العلم الى المدى المدمر. فتكاثر العنصر البشري على كوكب الارض ، واستهلاكه الموارد الطبيعية، وتدميره النبات، والحيوانات والبيئة، الى جانب قدرة الانسان على إبادة الحياة كليا بالطاقة النووية. لقد ساهمت أغلب الدول وخاصة المتقدمة في إنهاك البيئة وإذلالها. فالدول المتقدمة تستهلك معظم الوقود و المعادن العالمية وتسبب زيادة نسبة اكسيد الكربون في الهواء الجوي مما يتسبب في تغيير مناخ كوكب الارض. و يؤثرذلك الاستهتار بالبيئة في كل بلدان العالم. وﻻ شك أن الرخاء والتطور التكنولوجي الذي تعيشه الدول المتقدمة يمنحها المسؤولية لمواجهة المشاكل البيئية بأسلوب عملي. لكن مع الأسف إن رجال المصانع ينظرون الى الربح فقط. أما السياسيون فمن النادر أن ينظروا الى ماهو أبعد من الانتخابات التالية. ومن ثم فإن المسؤولية هنا تنحو نحو الإهمال. التكاثر السكاني كارثة على البيئة إن تكاثر البشر في أي مجتمع بسرعة كبيرة يتسبب في نفاد موارده مما ينجر عن ذلك إنهاك للموارد الطبيعية ومجاعات ثم الموت. إن النمو السكاني السريع يشكل خطرا على الطبيعة. فبتطور العلم أصبح الانسان يبحث عن موارد جديدة توفر له العيش على حساب الطبيعة. فالعلاقة بين الانسان والنشاط الاقتصادي والبيئة ﻻيمكن أن تكون بسيطة. فأسباب التغييرات البيئية التي تحصل وحصلت كانت نتيجة جهود يقوم بها الانسان من أجل البحث عن مستوى أفضل من الغذاء، والكساء، والمسكن، والراحة و الرفاهة. إن متوسط استهلاك الفرد في الدول النامية منخفض عن الدول المتقدمة اﻻ أننا نجد نموا سريعا في عدد السكان مما يجعلها تواجه ضغوطا لتطوير اقتصادياتها. وهذا يزيد في تخريب متزايد للبيئة المحلية. ويحدث هذا التدمير من التلوث المباشر الناتج عن استخدام الطاقة، فضلا على أنشطة أخرى مثل إزالة الغابات، والممارسات الخاطئة في الزراعة والري التي تستنفد المياه غير المتجددة. ما سبب إنهاك الأرض؟ الاستهلاك غير المدروس لموارد الطاقة وإنتاج الغذاء سيسبب كارثة بيئية للأرض. حيث يحاول العالم النامي- من أجل تحسين وضعه المعيشي - الاقتراب من مستويات العالم المتقدم. كما أن هناك بعض التغييرات البيئية التي قد ينتج عنها تدمير ﻻ رجعة فيه لمقدرة الأرض على تحمل الحياة. وفعلا تلا شى الكثير من أنواع النبات والحيوانات. وبالتالي فإن طموح الانسان الى معيشة معقولة يهدد الإفساد البيئي، خاصة في أكثر الدول فقرا. حيث تعتمد الأنشطة الاقتصادية اعتمادا شديدا على الموارد الطبيعية. لقد غيرت فعلا زيادة استعمال الميكنة الزراعية ، و صيد الأسماك ، واستخدام المبيدات الحشرية، البيئة. ولكي يحصل الانسان على غذائه ﻻبد أن ينهك الأرض. فيجردها من ثرواتها الطبيعية دون أن يعيد إليها شيئا مما أخذ . كما سيشكل نقص المياه النقية أخطر عجز يواجهه العالم في المستقبل. إن التحكم في النمو السكاني هو أول وأهم أمر عاجل لحماية التعايش الانساني المتحضر والمتمثل في فلسفة،" عش حياتك ودع غيرك يعيش" وهي الثقافة التي لا بد أن تسود بين بني البشر. صلاح الشتيوي (خبير في الأشغال البحرية والبيئة)