أبدت مجموعة من الأولياء والمنظمات المهتمة بالشأن التربوي في تونس انشغالهم، و حيرتهم وتخوفهم من الانعكاسات السلبية بعد تلويح نقابة الهيئة القطاعية للتعليم الثانوي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الأول التي مازالت تفصلنا عنها 3 اسابيع. تونس الشروق: موقف نقابة التعليم الثانوي، أعاد الى الأذهان المخاوف التي عاشتها عدد من العائلات التونسية، بعد قرارات مقاطعة الامتحانات وحجب الاعداد والإضرابات التي تم اقرارها السنوات الماضية. واعتبر عدد من الأولياء عبر شبكات التواصل الاجتماعي انه ليست المرة الاولى التي يرتهن فيها مستقبل اطفالهم، وان التلميذ اليوم هو ضحية لصراعات قديمة جديدة، بين سلطة الإشراف والنقابة، مؤكدين ان هاجس تعطيل الدروس والامتحانات عاد اليهم من جديد، بعد القرارات التصعيدية التي لوح بها الطرف النقابي. مخاوف العائلات وقد اكد رئيس الجمعية التونسية للاولياء رضا الزهروني في تصريح ل»الشروق» انه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية من قبل اولياء لتلاميذ، الذين قال انهم متخوفون على مستقبل اطفالهم وان مثل هذه القرارات من شانها التشويش على التلميذ. وقال الزهروني انه مازال الوقت امام الاطراف النقابية وسلطة الاشراف للتدارك وانه يأمل ان تجلس هذه الاطراف على طاولة الحوار ويتم حل الاشكاليات والتفاعل الايجابي مع الاستحقاقات وتفادي ادخال التلاميذ في نسق عدم الاستقرار والتشويش على السير العادي للدروس. وقال محدثنا ان هذه الاشكاليات اعادت الهاجس الذي عاشته العائلات التونسية والتلاميذ خلال السنوات الفارطة، مؤكدا ان ما يحصل حاليا صلب المنظومة التربوية غير مريح وله تاثيرات معنوية على تركيز التلاميذ على دروسهم وكذلك نفس الشيء بالنسبة لعائلاتهم. المدرسة..ورقة سياسية واكد الزهروني ان مستوى المنظومة التعليمية ببلادنا يتدنى سنة بعد سنة، وانه يتم طرح جميع الاشكاليات الا اصلاح المنظومة التربوية، التي قال انها اولوية، داعيا الى الابتعاد عن الضغوطات والقرارات احادية الجانب وانقاذ المدرسة العمومية. وقال الزهروني «ان تونس مقبلة على سنة انتخابية وهي سنة سياسية بامتياز، وان الاطراف السياسية بصدد التموقع، واتمنى ان لا يتم استعمال المدرسة كورقة سياسية يوظفها طرف على حساب طرف اخر» مضيفا ان استقرار المدرسة هو استقرار للوضع الاجتماعي ببلادنا. واكد الزهروني انه امام تواتر الاضرابات والتحركات الاحتجاجية بالمنظومة التربوية فان العديد من العائلات التونسية توجهت الى المدارس والمعاهد الخاصة لكن هناك جزء كبير من التونسيين لا تسمح امكاناتهم المادية باللجوء الى القطاع الخاص وهم يعيشون على وقع الخوف والحيرة على المستقبل الدراسي لاطفالهم. دوامة عدم الاستقرار واوضح الزهروني ان العائلات التونسية دخلت في دوامة من الياس بسبب المسلسل الجديد القديم وهو عدم استقرار الفضاء الدراسي الذي قال انه من بين الاسباب التي ادت الى تنامي ظاهرة العنف المدرسي، من ذلك ان مجموعة من التلاميذ وظفوا اوقات فراغهم في العنف. وفي ختام حديثه، اوضح الزهروني ان هذه التحركات مهما كانت دوافعها فهي لها نتائج سلبية على الوسط المدرسي والاجتماعي وانه على الاطراف المعنية ايجاد الحلول اللازمة لتفادي ادخال التلاميذ في دوامة عدم الاستقرار. ويأتي قرار مقاطعة الامتحانات على خلفية ما اعتبره الطرف النقابي تجاهل الوزارة لمطالبهم المادية والمعنوية الواردة في مختلف اللوائح المهنية السابقة وعلى راسها اللائحة الصادرة بتاريخ 11 جانفي 2018.