بَعد 15 مباراة و8 تنقّلات خارج رادس، يُنهي الترجي اليوم مُغامرته الافريقية بمُواجهة الأهلي في نطاق إيّاب رابطة الأبطال التي يأمل فريق الشعباني أن لا تُغادر تونس رغم صُعوبة المَهمّة التي تَنتظر شيخ الأندية. وقد تَوافدت الجماهير الترجية أمس بأعداد قِياسية على شبابيك بيع التذاكر في المنزه وهو ما تسبّب في تدافع كبير خاصّة أن البطاقات التي وقع طَرحها "اختفت" في ظرف وجيز شَخصية الترجي في الميزان أثبت الترجي في أكثر من مناسبة أنه لا يعترف بالاستسلام مهما كانت الصعوبات. وكان الفريق قد نجح في تَغيير المعطيات وتحويل الهزائم إلى انتصارات بفضل شخصيته القوية وروحه الانتصارية. في 2005 مثلا قلب زملاء الشعباني تأخّرهم بثلاثية كاملة أمام الهلال السوداني إلى انتصار باهر بخماسية وقد جاءت جميع الأهداف الترجية في العشرين دقيقة الأخيرة من لقاء الاياب في رادس وتندرج تلك المُواجهة في نطاق رابطة الأبطال. كما أكد نادي "باب سويقة" في النّسخة الحالية من المسابقة القارية قدراته الفائقة على العودة من بعيد في النتيجة كما حصل ضدّ "كامبالا سيتي" في رادس حيث فاز الترجي بثلاثية بعد أن كان الفريق الضيف مُتقدّما بهدفين نَظيفين. وبناءً على ما تَقدّم تبدو حظوظ الترجي وافرة جدا ليسجّل اللّيلة هدفين في الشّباك المصرية ويرفع الكأس الافريقية بعد أن كان الحكم الجزائري عبيد شارف قد أثّر بشكل فَاضح في نتيجة الذّهاب في "برج العرب". هذا المطلوب من الجمهور بالتوازي مع عزيمة "الكَوارجية" والخُطط الفنية التي جهّزها الشعباني يملك الترجي "سِلاحا" قويا وهو الجمهور الذي سيكون أفضل سند للجمعية في هذه المواجهة الحَاسمة على درب الزّعامة القارية. ويأمل الجميع أن يُوظّف سفير الكرة التونسية هذا الامتياز بالشّكل المُناسب: أي من خلال تشجيع النادي على امتداد اللقاء ودون الوقوع في فخّ العنف والشغب والافراط في استخدام الشماريخ بطريقة قد تُفسد المباراة وسيكون الأهلي طبعا المُستفيد الوحيد من حَالة الفوضى. وكانت الأصوات الحكيمة في الحديقة "ب" قد طالبت "المجموعات" بوضع اليد في اليد نُصرة للجمعية هذا فضلا عن ضرورة "التَوافق" مع السلطات الأمنية الخيارات الفنية اجتهد الإطار الفني لإضفاء بعض "السرية" على خَياراته الفنية بمناسبة قمّة الليلة ضد الأهلي. وقد تعمّد أهل الدار أيضا عدم الحسم في الملف الصحي لبن محمّد والجويني حتى لا تكون كلّ الأوراق مَكشوفة. ورغم حالة التَكتّم على التوجهات التي سيعتمدها الترجي في لقاء الأهلي فإن المعلومات التي وصلتنا من مُحيط الجمعية تفيد بأن النية تَتّجه نحو تكريس الاستقرار في التشكيلة الصفراء والحمراء: أي أن الشعباني سيعمل على تجديد ثقته في جُلّ العناصر التي شاركت في مباراة "برج العرب" مع إدخال بعض التحويرات لأسباب اضطرارية ولدواع تَكتيكية. ومن المعلوم أن دفاع الترجي سيخسر خدمات الذوادي بسبب العقوبة التأديبية الظّالمة التي سلّطها عليه الحكم عبيد شارف وبما أن "الكَاف" رفضت التدارك ورفع العِقاب عن اللاعب فإن اليعقوبي قد يكون الحلّ الأفضل لسدّ هذا الشغور. وستشهد تركيبة الوسط بدورها بعض التعديلات خاصّة في ظل غياب "كُوم" بسبب عقوبة الانذار الثاني كذلك. وتبدو الفرصة سَانحة لتشريك بقير وستكون الأعباء المُلقاة على عاتق الشعلالي و"كُوليبالي" كبيرة في ظل الدّور المُؤثر الذي كان مَوكولا للكامروني "كوم". ومن المفروض أن يمنح بقير نَفساً هُجومياً أكبر بالمُقارنة مع مباراة "برج العرب". وإذا تأكدت جاهزية بن محمّد وحُسمت الأمور على مستوى تشريك اليعقوبي وبقير فإن التشكيلة قد تكون على النّحو التالي: بن شريفية – اليعقوبي – شمّام – الدربالي – بن محمّد – كُوليبالي – الشعلالي – بقير – البدري – البلايلي – الخنيسي. وبغضّ النظر عن الأسماء التي ستؤثّث التشكيلة الأساسية سيكون الترجي أمام حتمية تحقيق المُعادلة الصّعبة والمُتمثّلة في التهديف مع المحافظة على نظافة شباكه لأن أيّ هفوة في المنطقة الخلفية قد تعصف بآمال "المكشخين" وتُقدّم اللّقب للمنافس على طبق من ذهب تماما كما فعل الحكم عبيد شارف الذي منح الفريق المصري "هدية" غالية تجعله يدخل لقاء اللّيلة بأفضلية هدفين.