في سيناريو «مَجنون»، قلب الترجيون أمس في رادس الطّاولة على الأنغوليين واقتلعوا بطاقة التأهل إلى نهائي رابطة الأبطال الافريقية للمرّة السّابعة في تَاريخ الجمعية التي تسلّحت بأعصاب حديدية لتحقيق أحلام جماهيرها الحاضرة بالآلاف لتشهد هذه اللّحظة التاريخية التي انتظرتها منذ 2012. كما كان مُتوقّعا كما كان مُتوقّعا حافظ معين الشعباني على الأسماء التي اعتمدها سلفه خالد بن يحيى في رحلة «لواندا» ولم تشهد التركيبة الأساسية سوى تحوير اضطراري يتمثّل في المراهنة على محمّد علي اليعقوبي في محور الدفاع وذلك مكان «الكابتن» خليل شمّام المُعاقب بالورقة الحمراء. خيارات الشعباني ارتكزت على أمرين وهما إحداث التوازن في وسط الميدان مع مُهاجمة الأنغوليين بالثلاثي المُتكوّن من يوسف البلايلي وأنيس البدري وطه ياسين الخنيسي. عكس التيّار في ظل الأسبقية التي يَتمتّع بها المُنافس منذ لقاء الذّهاب انطلق الترجي الرياضي في رحلة البحث عن ثنائية الترشّح منذ البداية وأظهر سفير الكرة التونسية اصرارا كبيرا على بلوغ شِباك الحَارس «تُوني». لكن هذه السّيطرة الميدانية أفرزت هدفا أنغوليا جاء ضدّ مَجرى اللّعب وقد استغلّ الفريق الخَصم الأخطاء الدفاعية الفادحة للاعبي الترجي وبصفة خاصّة سَامح الدربالي الذي فشل في مُحاصرة اللاّعب الأخطر في تشكيلة الضّيوف وهو «جيرالدو» وقد حَاول رامي الجريدي في مناسبة أولى إنقاذ الموقف بعد أن تصدّى لتصويبة اللاعب الأنغولي غير أن الكرة عادت إلى «جيرالدو» من جديد في غفلة من الدربالي الذي اكتفى بالفرجة على منافسه وهو يُعانق الشباك في الدقيقة السابعة. الخطر الأكبر تقدّم الفريق الأنغولي بهدف في «لواندا وأضاف هدفا ثانيا في رادس وهو ما طرح سؤالا كبيرا حول معنويات الترجيين بعد أن تعقّدت مَهمّته وأصبح حلم الترشح إلى «الفينال» على كفّ عفريت. الترجي ينهض في الدقيقة 13 أكد يوسف البلايلي أن المعنويات لم تَنهر بعد أن تحصل على ضربة جزاء لا غُبار عليها خاصة في ظل «الاهمال» الواضح من قبل مدافع الأنغوليين. يوسف البلايلي استفاد من التمريرة الذكية ل»كوم» وأجبر اللاعب الأنغولي على ارتكاب المُخالفة ليعلن الحكم «جاني سيكازوي» عن ضربة جزاء نفّذها النجم الجزائري للترجي بنجاح ليشعل الأجواء في «الفيراج» ويُعيد الأمل للمُحبين. سيناريو مُمتاز بعد هدف تذليل الفارق واصلت «المَاكينة» الترجية الدّوران مستفيدة من صَحوة يوسف البلايلي وأنيس البدري مقارنة باللقاءات الفَارطة. وفي الدقيقة 25 استعان البدري بلمسته الفَنية ورفع الكرة بدقة نحو محمّد علي اليعقوبي الذي صعد لمعاضدة الهجوم وخطف الهدف الثاني للترجي بضربة رأسية وهو ما أثلج صدور «المكشخين» قياسا بالعَودة القَوية لسفير الكرة التونسية في توقيت جيّد من اللقاء. العودة إلى نقطة الصّفر أهدر الترجي عدة فرص سانحة لتسجيل الهدف الثالث والمُؤهل إلى «الفينال» وقد استغلّ الخصم الأمر لخطف هدف «صَادم» للجميع وذلك بعد مُخالفة مباشرة فشل رامي الجريدي في التَّصدي لها وجاء الهدف الأنغولي عن طريق «بوكامبا» في الدقيقة 62 ليبعثر الأوراق. عودة الأمل مرة أخرى يتغلّب الترجي على الظروف والوقت ليسجل هدفا ثالثا يُبقي على أمل العبور إلى نهائي رابطة الأبطال الافريقية. وقد تكفل اللاعب البديل هيثم الجويني بتسجيل هدف الترجيين في الدقيقة 71 بعد توزيعة من الدربالي. الهدف الأغلى في الوقت الذي بدأ فيه العدّ التنازلي لنهاية المباراة حقّق أنيس البدري الأماني وسط ذهول الجميع بعد أن أرسل الجريدي الكرة نحو الهجوم ليلتقطها الجويني ويلمسها لتسقط أمام البدري الذي استغل تمركزه الجيّد ليسجل الهدف الغالي في الدقيقة 82. هدف البدري منح الترجي الرياضي وثيقة العبور إلى النهائي وأسعد الجمهور الذي حضر بأعداد قياسية. تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: الجريدي – الذوادي – اليعقوبي (بقير) – الدربالي – بن محمّد – كوليبالي – كوم – الشعلالي – البدري (المسكيني) – البلايلي – الخنيسي (الجويني) غرة أوت: توني – بيلي – داني – أونجدا - تروكو – جيرالدو – شو – جانغا – بوكامبا – أداجبيتي – إيبوكين (بالبورديا). في الوقت الذي صَنع فيه الجمهور الحدث «المجموعات» تُثير الشغب صَنعت الجماهير الترجية أمس الحدث بعد أن زحفت إلى رادس بأعداد غفيرة وقد كان الأحباء أفضل سند للجمعية في مواجهتها الافريقية الحاسمة على درب العبور إلى «الفينال» القاري. لكن هذه الصّورة الجميلة أفسدتها بعض «المجموعات» التي ألحت كعادتها على إثارة الشغب والصِّدام مع القوات الأمنية وكانت هذه المناوشات قد بدأت عشية اللقاء في الحديقة لتتواصل في مدرجات رادس وسط استهجان الجميع لمثل هذه «الحُروب» المَجانية. معين الشعباني قدّمنا مباراة بطولية وموعدنا في النهائي كانت سعادة مدرب الترجي عارمة بالتأهل وقال معين الشعباني بعد الفوز برباعية على الأنغوليين إن هذا الانتصار جاء بفضل عزيمة اللاعبين والمساندة الكبيرة للجماهير علاوة على المجهودات القياسية للفنيين والمسؤولين على امتداد فترة التحضيرات وأكد معين أن فريقه حاول اللّعب بشكل متوازن مع تفادي التسّرع وقد نجح فعلا في جني الثمار وتمكن من انتزاع بطاقة العبور بروح عالية هذا في انتظار القتال من أجل الظفر باللّقب الغالي. الفريق الأنغولي يحتجّ على إلغاء هدفه الشرعي وطارق يشكر الشعباني وبن يحيى ألغى الحكم الزمبي هدفا للفريق الأنغولي وهو ما أثار احتجاجات كبيرة في صفوف لاعبي ومدربي «غرة أوت» وقد أثبتت الصورة التلفزية أن الهدف كان فعلا شَرعيا وقد اعترف «الامبراطور» طارق ذياب بدوره بشرعية هذا الهدف مُحتفيا في الوقت نفسه بترشح الترجي الذي بذل مجهودات خُرافية ليعود من بعيد في النتيجة ويَعبر إلى «الفينال». ونوّه طارق بمردود بعض اللاعبين وفي مقدّمتهم الكامروني «فرانك كوم» وقال إن الترجي حقق مكسبا مُهما في انتظار المزيد من التحسينات خاصة أن الأخطاء كانت فادحة. كما شكر طارق معين الشعباني الذي اجتاز الامتحان بنجاح ولم يَغفل طارق أيضا عن إلقاء التحية على المدرب السابق خالد بن بحيى لأنه ساهم أيضا في بلوغ الترجي هذه المرحلة المتقدّمة من الكأس الافريقية.