تتجه الأنظار الليلة، نحو ملعب «لابوموبونيرا»، لمتابعة ذهاب نهائي كأس ليبرتادوريتس التاريخي بين الغريمين التقليديين في الأرجنتين بوكا جونيور وريفر بليت، في لقاء «سوبر كلاسيكو». وشهدت الأيام الماضية توترا غير عادي في الأرجنتين، رافقته استعدادات ضخمة لقوات الشرطة، لضمان تأمين المباراة بين الفريقين العريقين، تجنبا لحدوث أي كارثة إنسانية. يأتي ذلك في ظل الشغب الجماهيري المعروف في بطولات أمريكا الجنوبية، ولا سيما خلال مباريات «سوبر كلاسيكو» بين قطبي الأرجنتين، بهدف خروجها لبر الأمان، قبل موقعة الإياب يوم 24 من الشهر الجاري. مواجهة بوكا جونيور وريفر بليت تخطف الأضواء لم يكن أحد يتوقع أن يشهد النهائي وصول قطبي الكرة الأرجنتينية، اللذين يعانيان على المستوى المحلي. ويحتل بوكا المركز السادس في الدوري برصيد 18 نقطة، مما أثّر عليه في دور المجموعات من كأس ليبيرتادوريس. أما ريفر بليت فهو صاحب المركز التاسع في الدوري برصيد 16 نقطة ولديه مباراة مؤجلة. أهمية تُضاهي «كلاسيكو» إسبانيا تعتبر هذه المباراة من أكثر اللقاءات تنافسية وشراسة في عالم كرة القدم، ما جعل الجميع يقارنها بأهمية ال»كلاسيكو» الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، لا سيما أنها تشهد حضورا جماهيريا ضخما في المدرجات، واهتماما كبيرا على مستوى العالم. أما بخصوص تذاكر المباراة المرتقبة، فيبدو أن الأمر اشتعل بشكل مبكر للغاية، بعدما بدأت عملية بيع التذاكر في السوق السوداء، مما أصاب إدارة بوكا بغضب شديد، لكونها مستضيفة اللقاء. وتتراوح أسعار التذاكر بين 35 و74 دولارا، قبل أن تعلن جهات مجهولة عن أسعار جديدة للتذاكر في السوق السوداء تراوحت بين 1500 و4945 دولارا. وتحركت إدارة نادي بوكا جونيورز بشكوى قضائية ضد عملية إعادة بيع تذاكر النهائي التاريخي، من أجل التحقيق والوصول إلى نتائج نهائية فيه، معتبرة ما حدث انتهاكاً للقانون. «كلاسيكو» الأغنياء والفقراء شهدت على مر التاريخ وجود بعض الأساطير على أرض الملعب أمثال دياغو مارادونا، ورومان ريكيلمي، وغابرييل باتيستوتا، وآخرين من النجوم في عالم كرة القدم. الصراع الطبقي بين أغنياء وفقراء الأرجنتين يبرز في المباراة ويطلق الجميع على المواجهة التي تجمع الطرفين «سوبر كلاسيكو»، وكذلك «كلاسيكو الأغنياء والفقراء»، إذ يقع مقر نادي ريفر بليت في أحد أحياء «بوينس آيرس» الثرية، عكس ما هو عليه الحال بالنسبة لبوكا، ليكون ذلك من بين أسباب الصراع بين الناديين، الذي يأخذ طابعا طبقيا وليس رياضيا فحسب. 71 قتيلا... الذكريات الأكثر دموية لا يمكن نسيان الكارثة الإنسانية التي حصلت في لقاء الفريقين عام 1968، إذ لقي 71 مشجعا حتفهم، بسبب الزحام الشديد على البوابة رقم 12 لملعب «مونيمونتال» التابع لريفر بليت، قبل أن يتخلص النادي من البوابة نفسها، إذ لا يوجد حاليا بوابة تحمل الرقم «12» في الملعب. تضاربت الروايات وقتها عن سبب الكارثة، فإحداها قالت إن أحد جماهير بوكا ألقى بعَلم ريفر بليت من المدرج؛ ما أدى إلى التدافع، في حين تقول أخرى إن جماهير أصحاب الأرض دخلت إلى مدرج بوكا، وتؤكد فئة أخرى أن البوابة رقم 12 لم تُفتح في الوقت المحدد، الأمر الذي تسبب في تدافع شديد.