تونس (الشروق) يواجه عدد من الأمنيين صعوبات في معالجة الأمراض التي تكون ناتجة عن حوادث شغل، على غرار الامني مبارك الهلالي الذي لم يعد قادرا على المشي.والدولة لم تتخذ أي اجراءات لمعالجته. وأكد الامني مبارك الهلالي في تصريح ل»الشروق» أن معاناته انطلقت سنة 2014، أثناء مشاركته في عملية تمشيط بجبال ورغة من ولاية الكاف، وأن معاناته تفاقمت بعد ان وجد نفسه وحيدا يواجه المرض دون ان يتم التكفل بمصاريف علاجه. وقال محدثنا ان وقائع الحادثة تتمثل في انه كان ضمن فريق طلائع الحرس الوطني، وتم صدور تعليمات بضرورة التوجه الى ولاية الكاف للمشاركة في عملية تمشيط في جبال ورغة. وأثناء صعوده على ربوة في الجبل اصطدمت ساقاه بالحجارة. وتابع محدثنا أنه في ذلك الوقت لم يكن قادرا على مواصلة السير، الا أن المشرفين على عملية التمشيط ادعوا أنه يتمارض ولم يقع نقله الى المستشفى للعلاج. وتم حرمانه من رتبته وتحويله للعمل ضمن فريق وحدات التدخل بجهة زغوان. واضاف محدثنا أن وضعيته الصحية تعكرت بعد ذلك. وتم تحويله الى قسم الأعصاب بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة. حيث أجرى العملية الاولى على رجله اليمنى. لكن وضعيته لم تتحسن فقام بإجراء 3 عمليات جراحية متتالية على رجليه بسبب ابتعاد الفقرات عن بعضها، مضيفا أن رجله اليسرى بدورها تضررت واليوم أصبح غير قادر على التحرك والمشي. وتابع محدثنا ان ما يؤلمه انه قدم تضحيات عديدة لتونس. إذ أنه يعرف البلاد شبرا شبرا، على حد قوله. و له خبرة 28 عاما في سلك الأمن. وشارك في العديد من العمليات الامنية، الا أن الدولة التونسية اليوم تنكرت له وتخاذلت معه. وأكد الهلالي انه الى حد اليوم لم تعترف وزارة الداخلية بأن ما تعرض له يندرج في اطار حادث شغل. كما أنه لم يقع إرجاع رتبته التي نزعت منه بسبب تقديم تقرير خاطئ لسلطة الاشراف، داعيا الدولة التونسية الى أن تتكفل بمصاريف علاجه بالخارج، حتى يتمكن من استرجاع ولو جزء قليل من صحته. ويواصل تربية أطفاله الاربعة بعد فقدانه زوجته سنة 2016. ومن جهة أخرى دعا النقابي الامني محمد الرويسي وزارة الداخلية الى الوقوف الى جانب زميله مبارك الهلالي وعدم التخلي عنه وتوفير الامكانيات اللازمة لمعالجته ووضع حد للمظالم المهنية التي تعرض لها وذلك في تصريح ل»الشروق». كما أفاد محدثنا بأن التخلي عن هذا البطل، ستكون له رسائل سلبية جدا، من ذلك ان تونس تتخلى عن ابطالها من الاسلاك الامنية، داعيا المجتمع المدني والامنيين الى مؤازرة زميلهم ومساندته من أجل استرجاع عافيته والعودة الى عمله، حتى يتمكن من مواصلة تربية أطفاله.