«حي الرياض» يقطنه 55 الف ساكن من مختلف الولاياتالتونسية جلهم من الشباب إلى درجة أن العديد يصف هذه المنطقة بالجمهورية التونسية الصغرى، إلا أن واقع هذه المنطقة معاكس لانتظارات متساكنيه ومخيب لآمالهم. «الشروق» مكتب الساحل: يعتبر «حي الرياض» ثاني أكبر حي شعبي في الجمهورية من حيث الكثافة السكانية بعد حي التضامن بالعاصمة يضم ثلاث عمادات تمثل حيين كبيرين هما حي الرياض وحي الزهور، إلى جانب أنه منطقة جامعية به أكبر المؤسسات والمبيتات الجامعية. «الشروق» زارت هذه المنطقة والتقت ببعض المتساكنين الذين أجمعوا على جانب التهميش وضعف البنية التحتية إلى جانب الوضع الهش التي تعيشه أغلب العائلات وارتفاع نسبة البطالة. وقال توفيق بومعيزة وهو أستاذ متقاعد «أحتار من أين ابدأ كلما نزلت الأمطار تصبح المنطقة وكأنها في وضعية فيضانات فالحفر في كل مكان، وبالنسبة لتلامذتنا وأطفالنا لا يجدون فضاءات ترفيه وتثقيف تجعلهم يقضون أوقات فراغهم في غياب لمكتبة عمومية أو أنشطة ثقافية ولا توجد إلا دار شباب واحدة وسط قرابة مائة وعشرين ألف ساكن إضافة إلى النقائص التي تشكوها هذه الدار، ورغم كثرة الأراضي العمومية فلا وجود لمساحات خضراء، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة، فالعاطلون عن العمل يملؤون المقاهي العديدة المنتشرة في كل مكان. وأضاف بومعيزة «تونس كلها مجتمعة في حي الرياض وهناك خليط من السكان من كل الولاياتالتونسية وأصبح العديد منهم يملكون منازل هنا ولا توجد أي مشاحنات بينهم يتعايشون ولكن جلهم لا يعرف بعضهم البعض إلى حد أن تقع سرقة منازل في وضح النهار أمام مرأى الجميع ولكن الجيران يظنون أن صاحب المنزل بصدد النقلة إلى منزل آخر، هذا دون نسيان مشكل التلوث والانتصاب الفوضوي الذي عم الحي رغم وجود سوق يومية منظمة». وتوجّه الشاب حمزة (ملقبا نفسه بحمزة البطال) بنداء قائلا «ماناش عايشين بربي عيشونا»، مضيفا «ليس لنا مكان غير المقهى الذي نقضي فيه قرابة كامل اليوم فكل تنقل بالمال، وليس لنا مصدر للمال وحتى النشاط في دار الشباب يتطلب أموالا، فإذا ضمنا الأكل والشرب فذلك يعد أكبر أُمنية بالنسبة لنا». ووصف توفيق حمزاوي (صاحب محل ملابس) وضعية المنطقة قائلا «حي الرياض أمورو تاعبة علخر، أول المشاكل هي البطالة، وأحيانا عندما يبقى الفرد عاطلا عن العمل أفضل من أن يعمل لأن ما يتقاضاه لا يكفيه في شيء وربما يجعل مصاريفه أضعاف ما كانت عليه، إضافة إلى الكساد الاقتصادي فأنا أقضي اليوم دون أي مدخول وأتساءل لماذا في منطقة بن قردان يرخص لهم بيع كل ما هو مهرب على الطريق العام ونحن يقع منعنا من ذلك فبمجرد الخروج من بن قردان يقع افتكاك ما اشتريناه هناك؟» يأس وإحباط.. وعبر الشاب سامي في يأس «لقد واصلت دراستي إلى الباكالوريا ولكن لأسباب مادية انقطعت فقد توفي أبي وكنت مضطرا للإنفاق على العائلة ولم أندم لأني ألاحظ أصحاب الشهائد دون عمل». وصرح الشاب عادل قائلا «لقد قمت بعملية حرقة في أربع مناسبات، وفي كل مرة يتم إرجاعي مرتين من إيطاليا ومرة من سويسرا ورغم ذلك ما زلت عازما على ذلك وفي القريب العاجل سأعيد الكرّة لأني مللت من العيش وسط هذه الظروف المزرية، وكل حارق يرجعونه إلى وطنه تسلمه المنظمات الحقوقية هناك عن طريق دولته ألفي يورو قصد مساعدته لإنجاز مشروع ولكن لم أتسلم أيّ مليم فأين ذهبت هذه الأموال». معتمدة سوسةالرياض توضح لم تخف معتمدة سوسةالرياض بدور جغام ضميد بعض المشاكل التي تعانيها هذه المنطقة والتي هي نتيجة تراكمات سنوات حسب قولها، مؤكّدة أن السلط المحلية والجهوية ساعية إلى تحسين البنية التحتية بتعبيد شريط مهم من الطرقات وتركيز سوق يومية محترمة مع الحرص على القضاء على عدة عادات ومظاهر سيئة منها الانتصاب الفوضوي واحتلال الأرصفة وبعض الأوساخ لأن البلدية بمفردها غير قادرة على ذلك دون وعي وحرص من المواطن. واعتبرت المعتمدة أن نجاعة الإصلاح لا تقوم إلا عبر عمل تشاركي بين مختلف الأطراف، سلط ومجتمع مدني ومواطن وبذلك تتقلص مختلف المشاكل والصعوبات. والي سوسة... الإصلاح يتطلّب وقتا في لقاء بوالي سوسة عادل الشليوي أكّد أن الولاية حريصة على إزالة مختلف الفوارق بين الأحياء مثمنا مكانة حي الرياض في الولاية لما يعرفه من حيوية سكانية وتجارية وأن «بعض المشاكل التي يعرفها يتقاسمها معه عدة أحياء في مختلف ولايات الجمهورية وأن الإصلاح يتطلب وقتا». كما أكّد الوالي «تخصيص عدة مشاريع تنموية لفائدة هذا الحيّ والذي يعرف نموا سكانيا مرتفعا، وتسعى الولاية جاهدة لتوفير مشاريع تستقطب نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل إلى جانب البرامج الحكومية وما توفره من امتيازات لتحفيز الاستثمار الخاص والمستقبل أفضل « حسب قوله. أرقام ودلالات 55 ألفا عدد سكان حي الرياض 30 ألف طالب يدرسون بحي الرياض 1500 محل لتعاطي مختلف الأنشطة التجارية والخدمات