لتسليط الضوء على الدراسة التي اصدرها حول «واقع الصناعات الثقافية والابداعية في تونس» نظم مؤخرا بنك تونس العربي الدولي لقاء صحفيا اكد خلاله مسؤولوه انه لاول مرة في تونس تقوم مؤسسة خاصة بإعداد دراسة حول دعم العمل الثقافي وأفاد الياس بن ريانة أنّ البنك يشارك في مجال دعم الثقافة والابداع لأهمية هذا القطاع الواعد في البلاد، مؤكدا على دور مؤسسته في المساهمة في تطوير ودعم الحياة المجتمعية. من جهته، أكد الخبير في الصناعات الثقافية والابداعية أحمد أمين عزوزي معدّ هذه الدراسة، أنها تهدف إلى تحديد القطاع الثقافي في تونس وتقييم سبل التنمية والاجراءات الضرورية للنهوض بالقطاع مشيرا إلى أنه تم تقديم هذه الدراسة خلال شهر جوان الماضي أمام خبراء في المجال الثقافي والابداعي. واضاف عزوزي أنّ الصناعات الثقافية في تونس لا تساهم بنسب هامة في الاقتصاد الوطني بل بنسب ضعيفة تتراوح بين 0,4 و0,8 بالمائة من الناتج المحلي الخام، مُعتبرا أنّ الصناعات الثقافية والابداعية في تونس قطاع واعد لم يتم استثماره كما ينبغي .. وقد انبنت الدراسة على حوارات مع أكثر من 30 فاعلا في مجال الاقتصاد والثقافة والحكومة الوطنيين والدوليين قدموا خلالها ملاحظاتهم بخصوص العمل الثقافي وأشارت الدراسة إلى أنّ قاعات السينما تتمركز بالأساس في العاصمة وهو ما يعتبر نقطة ضعف لان السينما ليست في متناول ابناء الجهات الداخلية كما ان عديد الأماكن الثقافية والابداعية لم يسع مسؤولوها والقائمون عليها الى انتهاج سياسة القرب من المتلقي حيثما كان وهو ما قصر الفعل الثقافي على ابناء العاصمة وبدرجة اقل على ابناء الولايات الساحلية وبينت الدراسة ان نسبة ضئيلة جدا من التونسيين لا تتجاوز 1 بالمائة ينفقون على القطاع الثقافي والترفيه وأنّ معظمهم يفضلون التوجه للنزل والمقاهي أكثر من القاعات السينمائية وبقية الاماكن الثقافية والابداعية. وأفاد أحمد أمين عزوزي أنّ القطاع الخاص لا يمكنه وحده دعم المبدعين الجدد والناشطين منهم في الميدان، مُشيرا إلى أهمية دعم الدولة مؤكدا أنّ المستثمر الخاص بإمكانه المساهمة في تنمية القطاع الثقافي والابداعي ودعت الدراسة الى تكثيف الاستثمار في الثقافة والى ضرورة تحديث الإطار القانوني المنظم للصناعات الثقافية والابداعية.