يحمي صحة الانسان ويوفر العملة الصعبة هي أهم مميزات قطاع المنتوجات البيولوجية أو قطاع الذهب الاخضر الذي استأثر باهتمام جميع بلدان العالم ولكن رغم المساعي التي تقوم بها الهياكل المعنية في تونس لإرساء ودعم المنظومة الا انه لاتوجد الى غاية اليوم دراسات جادة تثبت جدوى هذه المنتوجات من حيث الكلفة وتحقيق الأرباح ولا توجد استراتيجية واضحة لدراسة السوق العالمية واحتياجاتها وتوجهاتها قبل بدء الانتاج حتى نتفادى ماحصل في إنتاج زيت الزيتون. كما لا توجد استراتيجية واضحة لتسويق المنتوج محليا باستثناء بعض نقاط البيع التي تعد على أصابع اليد والتي تضع أسعارا منفرة للمستهلك بسبب غياب المراقبة فيزيد الغلاء في حجم القطيعة بينها وبين المستهلكين لاسيما بعد تدهور قدرتهم الشرائية في السنوات الاخيرة حتى ان أغلبهم لم يعد قادرا على أسعار المنتوجات العادية فما بالك بالبيولويجة. وهنا لابد من الاشارة الى ان الدولة اليوم مطالبة بدعم الفلاحة البيولوجية لا فقط لعائداتها التصديرية الهامة لاقتصادنا بل لما ستوفره على المجموعة الوطنية من أموال طائلة تخصص للعلاج من أمراض خطيرة وقاتلة سببها استعمال الادوية والمبيدات والاسمدة الكيمياوية في الانتاج الفلاحي، أليس من باب اولى التوجه نحو دعم الفلاحة البيولوجية مهما كان مكلفا حاليا للحفاظ على صحة التونسيين؟ وبالتالي توفير كلفة العلاج مع حماية البيئة والمحيط وضمان السعادة التي ترتبط بضمان الصحة.