و»كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين» (الآية 249 من سورة البقرة)،ذلك هو حال قطاع غزة بمواطنيه ومقاوميه الصامدين أمام جبروت الكيان الصهيوني وآلته الفتّاكة ولسان حالهم يقول هيهات من الغطرسة فإن لها ممرغين في التراب. الردع الذي لطالما تغنى به الصهاينة ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة والقائم اساسا على القوة الغاشمة، انهار وتلاشى امام الجولة الاخيرة من صواريخ المقاومة التي اصبحت تستهدف عمق الكيان وتهدد العاصمة تل ابيب ومطار بن غوريون وهو ما جعل الصهاينة يتوسلون من مصر الهدنة ويهرولون لإبرامها قبل ان تزلزلهم صواريخ المقاومة وتهوي بأسطورتهم المزيفة الى القاع. ورغم التهدئة العسكرية فإن تداعيات كسر المقاومة للمعادلة مع الصهاينة طفت على السطح سياسيا وشعبيا، ففي المضمار الاول استقال وزير الحرب المتطرف افيغدور ليبرمان واصبحت حكومة نتنياهو امام إمكانية السقوط وإجراء انتخابات مبكرة وسط تخبط سياسي وسجال كبير بين الحكومة والمعارضة و الاوساط السياسية الاخرى، أما شعبيا فإن سكان الكيان الصهيوني ذاقوا مرارة الهزيمة والخوف والقبول بالأمر الواقع من انه لا يمكن تركيع المقاومة في القطاع. قوة الردع التي تمتلكها حماس حاليا أكبر بكثير مما تصوره الكيان الصهيوني ولا تزال تزداد قوة وتطورا حتى أن وزير جيش الاحتلال المستقيل أفيغدور ليبرمان اعترف أن قوة حركة حماس ستصبح في غضون عام واحد مثل حزب الله في لبنان. الجديد في كل هذا ان قوة الردع الصهيونية ضد القطاع ليست الوحيدة التي تلاشت بل تهاوت صورة الجيش الذي «لا يقهر» على جميع الجبهات من غزة الى جنوبلبنان الى مرتفعات الجولان واصبح الكيان الصهيوني محصورا في جحره لا يقوى على ان يطل برأسه مجددا في حرب قد تكلفه الكثير ان لم يكن زواله اصلا.