سيعقد غدا الاثنين وزير الثقافة الدكتور محمد زين العابدين غدا الاثنين اجتماعا مع مديري المراكز الوطنية للفنون الدرامية والركحية في كل الجهات. تونس (الشروق) منذ انبعاثها في سنة 1992 كان هاجس الاستقلالية المالية والادارية لمراكز الفنون الدرامية والركحية يشغل العاملين في هذه المراكز التي تأسست من أجل تجاوز حالة الغياب التشريعي للفرق الجهوية للمسرح التي تأسست في الستينات وبقيت دون أي اطار تشريعي وتم في البداية إحداث ثلاثة مراكز وهو مركز الكاف الذي ورث الفرقة القارة بالكاف التي تأسست سنة 1966 ومركز العرائس الذي ورث فرقة مسرح العرائس التي تأسست سنة 1977 ومركز قفصة الذي ورث فرقة مسرح الجنوب بقفصة التي تأسست سنة 1972 وتتالى تأسيس المراكز فتأسس مركز صفاقس لتعويض الفرقة القارة بصفاقس التي تأسست بقرار بلدي سنة 1965 ومركز مدنين سنة 2010 ثم مركز القيروان الذي تأسس في 2012 ليرث فرقة القيروان ثم تأسس مركز القصرين والمهدية الذي ورث الفرقة القارة بالمهدية في 2017 وقبلي وتطاوين وجندوبة التي تأسست في 2018 . الإطار التشريعي هذه المراكز مازالت الى حد الآن تفتقر الى نص قانوني يضبط صلاحياتها وكيفية التصرف المالي والاداري بسبب رفض وزارة المالية تمتيع هذه المراكز بالشخصية الادارية والمالية المستقلة وقد حاول الوزراء المتعاقبون البحث عن حلول دون جدوى امام رفض وزارة المالية وقد تعددت الاقتراحات من بينها الحاقها بالمسرح الوطني على غرار التجربة الجزائرية او الحاقها بقطب المسرح في مدينة الثقافة او تأسيس اقطاب إقليمية في الشمال والوسط والجنوب لكن كل هذه المقترحات لم تجد حماسا من الفاعلين في هذه المراكز . الآن تتجه النية الى بعث ادارة عامة لهذه المراكز يتمتع بشخصية مستقلة ماليا واداريا تشرف على تسيير هذه المراكز وقد تم اختيار المسرحي والأستاذ الجامعي سامي النصري المدير السابق لمركز القيروانوالكاف مؤقتا بتسيير هذه الادارة في انتظار استكمال اجراءات التأسيس . هذا الحل يبدو حاليا هو الأقرب للواقع امام تمسك وزارة المالية بالرفض وهي خطوة عملية ستنهي مشاكل غياب التشريع القانوني لهذه المراكز وهي خطوة تحسب للوزير الحالي محمد زين العابدين بعد فشل الوزراء منذ اكثر من ربع قرن في حسم هذه الاشكاليات القانونية... فهل تنتهي معضلة المراكز ؟