وتونس تحيي اليوم العالمي للتحسيس بمخاطر مرض السكري، تنضاف ثلاثون ألف حالة سنويا لقائمة المصابين بهذا الداء يشكل الأطفال نسبة هامة منها... تونس الشروق ترجح منظمة الصحة العالمية ان ترتفع نسبة المصابين بمرض السكري في تونس بحدود سنة 2027 إلى 26 بالمائة اي ان ما يناهز عن الثلاثة ملايين تونسي سيكونون مجبرين على استعمال الأنسولين بشكل دوري. 1,7 مليون تونسي يعانون اليوم من هذا المرض نسبة كبيرة منهم هم من الأطفال والنساء. الى ذلك تبلغ نسبة الوفيات في صفوف النساء نتيجة الإصابة بمرض السكري ال 8 بالمائة وفي المقابل لا تتجاوز هذه النسبة الأربعة بالمائة لدى الرجال. والحقيقة ان هذه النسب والأرقام لا تعكس العدد الحقيقي للمصابين بمرض السكري إذ تقدر منظمة الصحة العالمية نسبة التونسيين الذين يجهلون إصابتهم بهذا المرض المزمن ب50بالمائة وطبعا لا يتلقى هؤلاء المرضى أي علاج وهو ما يشكل خطرا على حياتهم بل وقد يكونون ضحايا الموت الفجئي. ومن مخاطر هذا المرض هو أنه يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة باعتباره يساعد على ظهور أمراض أشد خطورة على غرار أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض. وتفيد احصائيات منظمة الصحة العالمية أن ما بين 70و80 % من المصابين بالسكري يموتون نتيجة المضاعفات الصحية المعقدة لمرض السكري. من الوراثة إلى التغذية... تتعدد الأسباب المؤدية للاصابة بمرض السكري ويبقى الكشف الطبي المبكر أحسن وسيلة للتوقي منه. وفي تعريف منظمة الصحة العالمية لهذا المرض «يحدث مرض السكر عندما يكون الجسم غير قادر على إفراز سكر الجلوكوز، الأمر الذي يصعّب هضم الطعام، وذلك نتيجة نقص كلي أو جزئي في إفراز هرمون الإنسولين الذي يعمل على مساعدة السكر في الدخول إلى الخلايا حيث يتحوّل بعدها إلى طاقة يستفيد منها الجسم في الحركة ومن أسباب مرض السكر السمنة المفرطة، وارتفاع نسبة الدهنيات في الدم، الأمر الذي يتسبب في حدوث تغيّرات وظيفية في خلايا الجسم، وبالتالي حدوث خلل في الاستجابة للإنسولين. إضافة إلى العوامل الوراثية، حيث إنّ وجود أقرباء مصابين بالمرض يزيد نسبة الإصابة به. كذلك فان قلة ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يعد سببا إضافيا للاصابة بهذا الداء. ويشكل الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون الضارة بالجسم، وخاصةً الوجبات السريعة التي تتسبب في ارتفاع نسبة الدهون عاملا للاصابة بالسكري وتزداد نسبة الإصابة بمرض السكريّ مع تقدم العمر اذ ان تلف البنكرياس، نتيجة إصابته بأحد الأمراض كالالتهاب أو الأورام سواءً الحميدة أم الخبيثة يعد سببا كذلك للاصابة بالسكري زيادة عن التعرض لبعض أمراض الغدد الصماء مثل تضخّم الأطراف، أو الطول المفرط». أنواع ومضاعفات... تتعدد أنواع مرض السكري حسب الجنس والسن اذ ان النمط الأول من السكري «يصيب الأطفال والمراهقين، وتعدّ الوراثة والالتهابات الفيروسية المسؤول الرئيسي عن حدوثه، وغالباً ما تشمل أعراضه العطش الشديد، والجوع، والتبول المفرط ويعتمد المرضى في هذا النوع على الإنسولين للمحافظة على صحتهم. اما النمط الثاني من السكري فيصيب الأشخاص البالغين من العمر 40 سنة فأكثر، وهو عبارة عن اضطراب وراثيّ يزداد عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ومن أهم الأعراض الخاصة به العطش الشديد، والجوع، ونقص الوزن بشكل غير متعمد، وسرعة الغضب، وكثرة التبول، وعلاج هذا النوع من السكريّ يكون باتباع الحميات الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وإذا لم تأت هذه الطرق بالنتيجة المطلوبة، يُنصح بتناول أقراص الإنسولين بعد استشارة الطبيب. اما سكري الحمل فيصيب المرأة الحامل، ويتم تشخيص الإصابة به في الأسبوع الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من الحمل، وعلاج هذا النوع من السكري يتم من خلال اتباع الحمية الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وإذا لم تنفع الطرق السابقة يُنصح بتناول أقراص الإنسولين بعد استشارة الطبيب. ومن مضاعفات مرض السكري تلف الأوعية الدموية؛ حيث إنّ ارتفاع كمية السكر في الدم لفترات طويلة تؤدي إلى إضعاف جدران هذه الشعيرات، الأمر الذي يتسبّب في نقص كمية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة. إضافة الى اضطراب الكليتين، نتيجة تجمّع بعض المواد التي لم يتم إخراجها بواسطة الكلى والتعب في العينين اذ يتسبب مرض السكري في حدوث تلف في الأوعية الدموية الخاصة بالشبكية وأيضا تلف الأعصاب، بسبب تجمع المركبات السكرية داخل العصب، الأمر الذي يؤدي إلى تضخمه واختلال وظيفته وتصلب الشرايين، نتيجة تراكم الدهون على جدرانها وتقلّص الإحساس في القدمين، وضعف الدورة الدموية». أرقام ودلالات 1,7 مليون تونسي يعانون من هذا المرض 8 % نسبة وفيات النساء في تونس 4 % نسبة وفيات الرجال في تونس