رَغم الجدل الكبير الذي سَبق لقاء تونس والمغرب فإنّ هذه المواجهة الودية سترى النّور في الموعد والمكان المُتّفق عليهما منذ البداية. وكانت هذه القمّة المغاربية قد واجهت العديد من التَهديدات التي يمكن أن نختزلها في عدم تحمّس مدرب المغرب «هارفي رينارد» لخوض هذا اللّقاء علاوة على رغبة إدارة الحي الوطني الرياضي في غلق رادس من أجل الصّيانة. وقد وقع تجاوز هذه الاشكاليات لتدور المُباراة اليوم في رادس تقيّدا بالاتفاق الحاصل بين اتحادي اللّعبة في البلدين الشَقيقين. كَابوس الدفاع ارتكبت عناصرنا الدولية هفوات دفاعية قاتلة في لقاء مصر وهو ما تسبّب في اهتزاز الشباك التونسية في ثلاث مناسبات وقد كان الإطار «المُؤقت» بقيادة الكنزاري والعقبي صريحا مع نفسه واعترف على الملأ بحجم الثغرات الموجودة في منطقتنا الخَلفية. وتَتّجه النية إلى إجراء جملة من التعديلات أملا في تحسين أداء «منظومتنا» الدفاعية التي قد تَتعزّز اليوم بصيام بن يوسف الذي يريد استغلال مُعاناة ديلان برون بسبب الأوجاع والانتقادات ليسترجع مكانه في المحور. وقد أصبح غياب برون عن لقاء اليوم من تحصيل الحاصل وهو ما يمنح بن يوسف فرصة لا تُعوّض ليؤكد أنه مازال قادرا على تقديم الاضافة لدفاع المنتخب خاصة بعد أن ساد الاعتقاد بأن «صُلوحية» مُحترفنا في «قاسم باشا» شبه مُنتهية. ومن المعلوم أن الإطار الفني كان قد راهن على خدمات مرياح وبرون لقيادة دفاع «النسور» في مواجهة مصر لكن الأداء العام لهذا الثنائي لم يرتق إلى المستوى المأمول وقد توجّه النصيب الأكبر من سِهام الانتقادات لمُحترفنا في بلجيكا «ديلان برون» الذي كان قد أظهر للأمانة امكانات جيّدة في اللقاءات السّابقة وهو ما يعني أن «حِمايته» ضرورية رغم هفوته السّاذجة أثناء عملية الهدف الأوّل ل «الفراعنة». التخلي عن الحذر التَغيير الثاني الذي قد تشهده منطقة الدفاع يتمثّل في امكانية التعويل على النّقاز مكان البدوي. ومن المُؤكد أن هذا التحوير من شأنه أن يمنح تشكيلة «النسور» نَفسا هجوميا من الجهة اليمنى التي سيطر عليها الحَذر في لقاء مصر. وقد نسجل تعديلات أخرى في الوسط والهجوم خاصّة في ظل عدم الاقتناع بمردود الخاوي الذي تحصل على كمّ هائل من الفرص دون أن ينجح في اثبات الذات وتقديم الاضافات التي جاء من أجلها إلى المنتخب وقد بَقي الإطار الفني مُتردّدا بين تمكين الخَاوي من فرصة جديدة أوإلحاقه ببنك الاحتياط ليظهر عنصر آخر أكثر فَاعلية كما هو شأن الصرارفي الذي لاحظ الجميع أنه ساهم في تنشيط الخط الأمامي عندما ظهر أثناء اللّعب في لقاء الاسكندرية. وفي انتظار ما سَتُسفر عنه الساعات الأخيرة من التحضيرات تشير المعلومات القادمة من محيط المنتخب إلى أن الملامح العامّة للتشكيلة التونسية قد تكون على النحو التالي: بن مصطفى – مرياح – صيام بن يوسف – النقاز – الحدادي – السخيري – ساسي – بن محمّد – السليتي – الخَاوي (الصرارفي) - الخزري. وَهُناك عدة أوراق أخرى قد يعتمدها الإطار الفني عند الضرورة مثل فخرالدين بن يوسف وفراس شواط الذي تُنادي الكثير من الجهات بمنحه الثقة لقيادة هجوم المنتخب.