أبعاد روحانية و ثقافية و تاريخية التقت في عاصمة الاغالبة القيروان ليلة البارحة و حتى اليوم احتفاء بمولد الرسول محمد عليه السلام . و حسب المندوبية الجهوية للسياحة فقد فاق عدد الزوار و لاول مرة التوقعات حيث اكدت الجهات الرسمية ان أكثر من 700 ألف زائر حضروا ليلة البارحة من مختلف جهات الجمهورية و من الدول الشقيقة بالمغرب و الجزائر و ليبيا و موريتانيا و بلدان شرق اسيا لمواكبة الاحتفالات و الاجواء بجامع ابي زمعة البلوي و جامع عقبة ابن نافع و باحة اولاد فرحان. هذا في انتظار الاحصائيات الاخيرة بعد انتهاء الاحتفالات. * عرض ضوئي يخطف الاضواء: و استمتع الحاضرون بعرض ضوئي بساحة جامع عقبة ابن نافع انطلق على الساعة السابعة مساء ليضيء شموع المدينة و جدران جامعها الشاهد على حضارة تاريخية اسلامية و عمارة شاهقة تبعث في متأمليها شيئا من الهيبة و الخشوع و الفخر بعبق التاريخ. *عرض التخميرة و تخميرة الجمهور: و قد كان الجمهور الحاضر بكثافة على موعد مع عرض ضخم بعنوان "التخميرة" بقيادة مراد باشا و عناصر فرقته البالغ اكثر من 50 عنصرا أنشدوا جملة من المدائح و الاذكار و الاناشيد الدينية و الروحانية .حيث اتسعت المتعة للجميع و تخمر الجمهور على ايقاعات ترجمت تعطشهم لمثل هاته الاحتفالات . *خرجة المولد : و تعطشهم الى عادات و تقاليد تمثلهم من خلال تنظيم موكب مهم اختير له عنوان "خرجة المولد" التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء من امام جامع عقبة ابن نافع تصدرها شباب و شابات و كهول ونساء و رجال يرتدون أزياء تقليدية طبعتها أنامل قيروانية من خلال "الحائك " و الجبة و الكنترا زيرو" و الكدرون و الفوطة و غيرها من الملابس التي كانت حاضرة بمشاركة المهدية و سوسة و صفاقس و تونس. موكب جاب شوارع المدينة العربي حتى باب الجلادين وسط تهاليل الزوار و توثيق وسائل الاعلام. *نجاح هائل للعروض الصوفية و الروحانية: و قد أكد الحضور الهائل للجمهور الذي واكب كل العروض المبرمجة على غرار عرض "رجال صبرة " و عرض "ننده الاسياد" و عرض "المولوية" المصري و عرض المولدية" نجاحا مهما على مستوى الحضور الاعلامي و التنظيمي و الامني و اللوجستي. احتفالات المولد النبوي الشريف بالقيروان التي واكبتها كل وسائل الاعلام الوطنية المسموعة و المرئية و المكتوبة و الالكترونية وعدد من وسائل الاعلام العربية جاءت لتقول مرة أخرى ان القيروان تبقى حاضنة مهمة و نقطة تلاقي و التقاء لجميع الفئات و جميع الجنسيات. احتفالات جاءت لتقول ان عاصمة الاغالبة ستظل قبلة و مزارا يأتي اليه الوافدون امسا و يوما و غدا.