قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب،مساء امس الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة تعتزم أن تظل شريكاً راسخاً للسعودية مضيفا أن أجهزة المخابرات الأمريكية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل جمال خاشقجي، مشيراً إلى أنه «ربما سيصعب معرفة الحقائق كافة المحيطة بالجريمة». واشنطن وكالات ونشر البيت الأبيض، مساء امس الثلاثاء، بيانا صادرا عن الرئيس الأمريكي تطرق فيه إلى قضية مقتل خاشقجي، وجاء فيه: «إن العالم مكان خطير للغاية! وهناك، على سبيل المثال، إيران، التي تتحمل المسؤولية عن حرب دموية تجري بالوكالة ضد السعودية في اليمن، كما تسعى لزعزعة المحاولة الهشة للعراق لبسط الديمقراطية، وتدعم تنظيم حزب الله في لبنان، وتؤيد بشار الأسد ، وتفعل أشياء كثيرة على هذا المنوال. كما قتل الإيرانيون بصورة مشابهة كثيرا من الأمريكيين والناس الأبرياء الآخرين في كل أنحاء الشرق الأوسط. إن طهران تردد بشكل علني الموت لأمريكا والموت لإسرائيل. وإيران هي أكبر ممول للإرهاب في العالم». وتابع ترومب: «من جهة أخرى، هناك السعودية، التي ستنسحب من اليمن بسعادة في حال موافقة الإيرانيين على مغادرته. إن السعوديين سيمنحون في هذا الحال بشكل فوري وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن بصورة ماسة. وبالإضافة إلى ذلك وافقت السعودية على إنفاق مليارات الدولارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف». وقال ترومب: «إن إلغاءنا هذه الصفقات بصورة متهورة سيعود بمنفعة ضخمة لروسيا والصين، اللتين سيسرهما خوض هذه الأعمال الجديدة. إن ذلك سيمثل هدية ممتازة لهما مباشرة من الولاياتالمتحدة». وقال ترومب: «إن الجريمة المرتكبة بحق جمال خاشقجي مروعة وبلادنا لا تبررها. وبالعكس اتخذنا إجراءات قوية ضد هؤلاء الأشخاص الذين تبين أنهم شاركوا في عملية القتل هذه. ونعلم الآن، بعد تحقيق واسع ومستقل، تفاصيل كثيرة حول هذه الجريمة الفظيعة. إننا فرضنا عقوبات على 17 سعوديا من المعروف أنهم شاركوا في عملية قتل السيد خاشقجي والتخلص من جثته». وتابع الرئيس الأمريكي: «يقول ممثلو السعودية إن جمال خاشقجي كان عدوا للدولة وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكن قراري لا يعتمد على ذلك على الإطلاق، فهذه الجريمة المروعة لا مبرر لها». وأكد ترومب أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، «ينفيان بحزم أي علم لهما بالتخطيط لقتل السيد خاشقجي أو تنفيذ هذه العملية»، وأوضح: «أن وكالاتنا الاستخباراتية تواصل تقييم كل المعلومات، لكن من المحتمل جدا أن ولي العهد كان لديه معرفة بهذا الحادث المأساوي. من الممكن أنه على علم أو لم يعلم». واستطرد الرئيس الأمريكي بالقول: «من الممكن أننا لن نكشف أبدا كل الحقائق المتعلقة بمقتل السيد جمال خاشقجي». وشدد مع ذلك على أن الولاياتالمتحدة، في أي حال من الأحوال، تقيم علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وليس مع أشخاص منفردين، إلا أنه أضاف قائلا: «إن السعودية حليف عظيم بالنسبة إلينا في كفاحنا المهم جدا ضد إيران. تعتزم الولاياتالمتحدة أن تبقى شريكا ثابتا للسعودية من أجل حماية مصالح بلادنا وإسرائيل وكل شركائنا الآخرين في المنطقة». وأوضح ترامب: «هدفنا الأسمى يكمن في القضاء نهائيا على تهديد الإرهاب في كافة أنحاء العالم!».