تونس (الشروق) لليوم الثاني على التوالي يواصل اليوم اعوان واطارات مخابر سعيد لصنع الأدوية بجبل الوسط إضرابهم عن العمل احتجاجا على ما اعتبروه تسويفا ومماطلة من قبل الادارة العامة في الاستجابة لمطالبهم . ويأتي اضراب اعوان شركة سعيد لصناعة الأدوية تنديدا بتراجع الادارة العامة عن محاضر الجلسات العديدة المبرمة بينها وبين الطرف النقابي وعدم التزامها بتعهداتها تجاه منظوريها ما جعلهم يهددون بالتصعيد الذي قد يصل حد الاضراب المفتوح في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم في اقرب الآجال . وعبر المحتجون عن استنكارهم من السياسة المعتمدة في التعامل مع مستحقاتهم والاستخفاف بشواغلهم من قبل صاحب الشركة الذي يتعمد وفق تعبيرهم تهميشهم غير عابئ بحجم التوتر والاحتقان الذي يعيشونه منذ فترة نتيجة انقلابه عن الاتفاقيات وتراجعه عن تعهداته . وشدد الأعوان المحتجون تمسكهم بحقهم في التصنيف والتدرج حسب الأقدمية للاعوان المباشرين والحق النقابي رافضين العودة الى العمل في صورة عدم إرجاع زملائهم ممن وقع ايقافهم عن العمل منذ فترة بتعلة ارتكابهم لخطأ مهني والحال ان هذه الحادثة مر عليها ما يزيد على الأربعة أشهر على حد قولهم . من جهته اكد عضوالجامعة العامة للصحة هشام البوغانمي ان سوق الأدوية تشهد نسبة نمو15% بصفة متواصلة منذ سنة 2000 وذلك حسب ما تؤكده إحصائيات عالمية معتمدة لدى وزارة الصحة كما ان عدد وحدات انتاج الأدوية في تزايد مطرد منذ سنة 2000 ما جعل البلاد التونسية من البلدان العشرة الأوائل افريقيا في تصنيع الأدوية وتصديرها . واضاف هشام بوغانمي ان رفض المدير العام لشركة سعيد لصنع الأدوية الاستجابة لمطالب المحتجين غير مبرر بالنظر الى الأرباح التي تحققها المؤسسة وقال انه من غير المنطقي ان يتولى عون لا يتجاوز راتبه 500 دينار بعد 25 سنة أقدمية العمل على آلة لصنع الأدوية ثمنها بالمليارات مؤكدا على ضرورة تسوية وضعية كل الأعوان حسب تصنيفاتهم . وهدد عضوجامعة الصحة برفع الامر الى الشركة العالمية لصنع الأدوية التي منحت صاحب هذه الشركة ترخيص الانتصاب في هذا القطاع الى جانب اطلاع النقابات العالمية على الوضعية التي وصفها بالكارثية للاعوان و»فضيحة» الأجور التي يتقاضاها العون بعد عشرات السنين محملا إياه المسؤولية الكاملة في ذلك داعيا إياه الى اعادة مراجعة موقفه تجاه منظوريه والعمل على حل الخلاف بما يخدم جميع الأطراف بعيدا عن سياسة لي الذراع التي لا تخدم اَي طرف .