سينفذ الموظفون العموميون اليوم الخميس بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل اضرابا عاما احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالب الاتحاد المتعلقة اساسا بالزيادة في الأجور وتحسين المقدرة الشرائية للموظفين الذين يدفعون النسبة الاعلى من الضرائب في الوقت الذي تنتعش فيه التجارة الموازية والتهرب الضريبي والارتفاع الجنوني للآسعار وانهيار الدينار . وهي المطالَب التي لم تتفاعل معها الحكومة بما يجب من الجدية والايجابية حسب قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل الذين يعتبرون حكومة الشاهد حكومة الاملاءات الاجنبية التي تسعى لرهن البلاد للهيمنة الاوروبية وللمانحين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي وتنفيذ الاجندا التي فرضتها كريستين لاغارد . هذا الاضراب العام في الوظيفة العمومية لم تعرفه تونس منذ 1978 في ما يعرف بالخميس الآسود ذلك ان الاضراب الذي فرضه اتحاد الشغل يوم 14 جانفي 2011 كان مقتصرا على تونس الكبرى وبالتالي فان تونس في كل الجهات ستعيش شللا تاما في مستوى الادارة لم تعرفه منذ اربعين عاما ! وفي الحقيقة لا تملك الحكومة خيارات كثيرة فالوضع الآقتصادي صعب ويبدو من المستحيل على اي حكومة مهما كان رئيسها او تركيبتها الاستجابة للمطالب المنطقية والمعقولة والواقعية للمنظمة الشغيلة التي من حقها الدفاع عن منظوريها الذين انهكتهم الازمة الاقتصادية بمعدل غير مسبوق منذ ثماني سنوات امام فشل ذريع لحكومة الشاهد بنسخها الثلاث في مقاومة ارتفاع الاسعار والاحتكار وحماية العملة الوطنية . فهذه الحكومة التي رفع رئيسها قبل اكثر من عامين شعار الوقوف لتونس ومقاومة الفساد لم تنجح في شيء فضلا عن الازمة السياسية التي فرقّت التونسيين ولَم تنجح في جمع الفرقاء رغم ان شعارها الاساسي كان الوحدة الوطنية التي تشكّلت من اجلها لتنتهي لحكومة مسنودة من حزب واحد فقط هو حركة النهضة وكتلة الائتلاف الوطني التي مازال مستقبلها غامضا ! ان المواجهة بين اتحاد الشغل والحكومة ستقود البلاد الى كارثة في وقت لا تتحمل فيه البلاد اي مواجهة من هذا المستوى فهذا الاضراب رسالة سلبية الى المستثمرين خاصة الاجانب سيعمق ازمات تونس الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتحمل الحكومة وحدها مسؤوليتها واتحاد الشغل من حقه الدفاع عن منظوريه في وضع اقتصادي يزداد انهيارا يوما بعد آخر دون اي افق يمكن ان يطمئن التونسيين فمن ينزع الفتيل قبل ان تحترق تونس؟! هذا السؤال الذي يؤرق التونسيين اليوم وغدا .