القدس المحتلةغزة رام اللّه (وكالات) أمر رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون أمس وزير دفاعه شاؤول موفاز ورئيس هيئة أركان الجيش موشي يعالون بتعزيز الحشود العسكرية في غزة واستدعاء قوات من الاحتياط إن كان ذلك ضروريا لتنفيذ خطة إعادة احتلال غزة بالكامل بدلا من الانسحاب منها كما يزعم شارون. وقد اجتاحت أكثر من مائة دبابة وآلية عسكرية وآلاف الجنود الاسرائيليين عند منتصف الليلة قبل الماضية منطقة شمال غزة التي تضم بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وسط قصف بطائرات الأباتشي العمودية ومدفعية الدبابات والرشاشات الثقيلة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية إن شارون أمر باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لوقف اطلاق صواريخ القسام على بلدة سيدروت الصهيونية ومحيطها. وأضافت الاذاعة أن شارون أمر الجيش بإرسال مزيد من القوات الى شمال غزة لاقامة «مناطق عازلة» حول الأماكن التي تطلق منها صواريخ القسام. وحسب الاذاعة فقد يتمّ استدعاء المزيد من قوات الاحتياط للمشاركة في هذه العملية. وكان شارون قد توعّد الفلسطينيين أمس الأول بالرد بقوة اثر مقتل اسرائيليتين في سيدروت. وقالت مصادر أمنية اسرائيلية ان الجيش سيعزز عملياته في شمال غزة في أعقاب الهجوم الصاروخي أمس الأول على سيدروت. وصرّح مصدر رفيع في الجيش الاسرائيلي بأن «الجيش يعرف ما ينبغي أن يعمله وسوف يكثف جهوده، وسيتعين نشر مزيد من القوات». وقد اتهمت السلطة الفلسطينية «التصعيد العسكري الخطير» في شمال قطاع غزة واتهمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتهيئة الأجواء لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. وقال وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات «ندين بشدة هذا التصعيد العسكري الاسرائيلي الخطير والمستمر في إعادة احتلال بيت حانون شمال قطاع غزة والجرائم التي ترتكب في جباليا وبيت لاهيا». وأضاف عريقات أن الاسرائيليين «في الوقت الذي يتحدثون فيه عن الانسحاب من غزة يهيئون الأجواء لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل». وناشد عريقات المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والاسراع بتنفيذ خطة خريطة الطريق. وقد اتهمت السلطة الفلسطينية مرارا سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالعمل على تدمير غزة قبل الانسحاب منها. ويروّج رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون منذ أشهر لخطة ما يسمّى بفك الارتباط مع الفلسطينيين والتي تنصّ حسب زعمه على الانسحاب من قطاع غزة بحلول سبتمبر 2005. لكن الوقائع الميدانية تؤكد أن حكومة شارون ماضية في سياسة الاغتيالات والقتل والتدمير بشكل يومي دون إظهار أي استعداد جدي للانسحاب أو استئناف المفاوضات السلمية.