إذاعة تطاوين تحتفل بعيد ميلادها ال25 أي مضى ربع قرن على انبعاثها. وإن تسميتها بعروس الصحراء هي جديرة بها. صدّقوني إذا قلت لكم إني أعيش معها ومع كل برامجها بالليل والنهار ولن أفارقها إلا إذا خرجت من الدار أو فترة الإذاعة التلفزية في الثامنة ليلا. وعلاقتي بها ترجع الى مراحل تاريخية لا أجدها في غيرها سواء أكانت ثقافية أو سياسية أحب سماعها. والاحتفال بعيد هذه الاذاعة واجب وطني يرجع الى معركة رمثة ومعركة رنادة والفرش وأقري وكمين البئر الأحمر في بداية الثورة التحريرية سنة 1952 ورصيدي فيها يرجع الى أساتذتي ومشائخي الذين تتلمذت عليهم علميا وسياسيا من الشيخ الحبيب المستاوي وبرينس والواعر وفرح بن الحبيب بجامعة الجنوب الشرقي الدستورية في تونسومدنين ثم في الآونة الحاضرة الجنيدي الجامعي وسمير عتيق. كما أن إذاعة تطاوين وعروش تطاوين بالنسبة إليّ في سويداء القلب ولمَ لا؟ والشيخ محمد بالعرضاوي الذي طوّق مقر السلطة الاستعمارية بفراسين تطاوين الأشاوس رافضا الجباية على عروش ورغمّة قائلا: «مقاديد ما تركب علينا عادة ... صناديد لا رينا العوج فسادة» وحتى الشعر الشعبي علاقتي به متينة ك: «بناويت في قلعة أولاد شهيدة ... شمعات يضووا في حرم بوجليدة» وولاية تطاوين ككل هي في حاجة الى معرفتها وبعث صورتها في العالم وهي مسؤولية كل العلماد والمثقفين والسياسيين وحتى العاملين بالخارج. فهنيئا للإذاعة بعيدها ال25 ولمواطني تطاوين الذين خلّدوا بنضالهم تاريخا حافلا بالبطولات والأمجاد ومرة أخرى ومرات أحيي عروش الصحراء.