بالتأكيد أنّ القضية الفلسطينية، هي قضية القرنين العشرين والواحد والعشرين. في مثل يوم غد من سنة 1947، أصدرت المجموعة الدولية ممثلة في هيئة الأممالمتحدة قرار التقسيم الذي أجهز على فلسطين ظُلما وبهتانا، بأن أعطى شهادة ميلاد عن طريق القرار 181 للكيان الصهيوني فشرّعوا من «نيويورك» إحتلال فلسطين... اليوم وبعد واحد وسبعين عاما، يتأكّد فشل تصفية القضية الفلسطينية وفشل مخطّط الإجهاز على الشعب الفلسطيني.. بكلّ لغات النفاق والاستهتار بالحقوق الوطنية لشعب يقع تحت أعتى احتلال (الإستيطاني) حول المجتمع الدولي يوم تقسيم فلسطين، أي يوم 29 نوفمبر 1947، من يوم الاعتداء الدولي الامبريالي الاستعماري على فلسطين إلى يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. هل كان هذا التحوّل في النظرة لفلسطين نتيجة ندم أم هو خيار فيه تحويل وجهة ومحاولة لطمس التأريخ.. تأريخ الظّلم الذي سلّطته الأممالمتحدة بعد سنتين فقط من بعثها للوجود..؟ الحقيقة، وانطلاقا من المواقف الدولية التي نرصدها اليوم، يكون الثاني هو الجواب الأصح.. إن القضية الفلسطينية، هي قضية كل الإنسانية، التي تأبى الظّلم وتمقُت الاستعمار والاحتلال والحركات العنصرية.. وإنها اليوم، قضية شعب يكابد الظّلم، ظُلم ذوي القربى وظلم الأعداء.. الشعب الفلسطيني، ومن خلال تمسّكه بحقّه الوطني المشروع، وغير القابل للتصرّف من أي جهة كانت، أحبط كلّ أنواع المؤامرات، القديمة والجديدة... منذ ما يناهز القرن من الزمن، يقف الشعب الفلسطيني، في وجه كلّ المخططات، منها ما هو إقليمي ومنها ما هو دولي، وبالمحصلة تجد أن أصغر طفل في مخيّم وأكبر شيخ في فلسطينالمحتلة، يتكلّمان نفس اللغة، ويتمسّكان بنفس المبدإ: فلسطين غير قابلة للتجزئة والحقوق الوطنية الفلسطينية غير قابلة للمساومة ولا للمبادلة. اليوم، يبدو ثلاثي الرجعية العربية والامبريالية والصهيونية في حرج أمام وعودهم لمن غرّروا بهم واستقدموهم من الأركان الأربعة من الأرض.. شعب فلسطين، يكسّر مرّة أخرى جدار المؤامرة، بأن أحبط «صفقة القرن» التي تريد أن تعبث بالجغرافيا.. فكان النّفق من نصيب حكومة نتانياهو والنّصر للمقاومة. وإن المقاومة في فلسطين، هي مقاومة فيها من الاستنباط ومن فعل العقل الخلاّق. من الحجارة إلى الاحتجاج ومن التقاضي إلى التأثير في الرأي العام العالمي.. هي قضية فلسطين.. وهي قضية شعب الجبارين.. شعب يحوّل النّكسة إلى فعل مقاوم.. ومداوم..