بقلم: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي في مثل هذا اليوم من سنة 1947، بدأت المؤامرة التي انطلقت من المؤتمر اليهودي (الصهيوني) العالمي في مدينة «بازل» السويسرية سنة 1897، تأخذ منحاها «المؤسساتي» الدولي بعد أن كانت منحصرة في بلدين أوروبيين هما سويسرا التي احتضنت هذا المؤتمر اليهودي العالمي، برئاسة «تيودور هرتزل» وبريطانيا العظمى (المملكة المتحدة) عن طريق وعد «بلفور» المشؤوم (1917) الذي أعطى فيه التاج البريطاني ما لا يملك، الى من لا يستحق: أرض فلسطين.. بدأت في مثل هذا من عام 1947 مؤامرة الأممالمتحدة التي جاءت في الأصل وتأسست سنة 1945 حتى تضمن الاطار القانوني لاستقلال الشعوب المستعمرة.. ومنها شعب فلسطين المحتلّ من الانقليز.. استصدار القرار 181 في مثل هذا اليوم، جاء من خلال دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلبته بريطانيا المحتلةلفلسطين ولعدد من الدول الأخرى، عربية وغير عربية.. بدأت المؤامرة، حين أمّنت القوة المستعمرة (بريطانيا) حضورا صهيونيّا على أرض فلسطين، عسكريّا وبشريّا عن طريق تدريبات لفيلق (معلن) صهيوني ضمن الجيش البريطاني في فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية اضافة الى تأمين «فلول الهجرة» و«الاستيطان» ليهود أوروبا بشقيّها الشرقي والغربي.. اليوم وبعد ثلاثة وستين سنة، عمر وثيقة التقسيم التي زوّرت فيها «الأممالمتحدة» كل الحقائق الموجودة على الأرض، ها أننا نقف على مكوّنات مؤامرة جديدة، اسمها: وأد قرار التقسيم 181، على حيفه، والدخول في رحلة جديدة لمؤامرة جديدة عنوانها: «وأد فلسطين» الأرض.. وفلسطين القضية.. اليوم وبعد ثلاثة عقود ونيّف من تاريخ صدور قرار تقسيم فلسطين، عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هاهو المجتمع الدولي عاجز عن تأمين مجرّد احتفالية اعتاد أن يقدمها «رمادا في عيون» العرب وشعب فلسطين، بأن تحوّل يوم 29 نوفمبر من كل سنة الى يوم احتفال أممي عالمي بحقوق الشعب الفلسطيني، وأطلق على يوم 29 نوفمبر من كل سنة «اليوم العالمي لمساندة الشعب الفلسطيني».. تواصل هذا الأمر الى أن نالت الامبريالية العالمية غايتها في المنطقة.. والمتمثلة في الاحتلال والهيمنة على الخريطة التي تجالس حولها «سايكس وبيكو» سنة 1916.. وأنتجت الجلسة اتفاقية لم تعد سرّية بمجرّد تجسيدها على الأرض العربية، فقسّمت المنطقة وفق ما توافق عليه الفرنسيون والبريطانيون الاستعماريون.. لكن مع فارق وحيد، هو أنّ الامبريالية اليوم، وبعد أن حصلت على أهدافها الاستعمارية، ركّزت رأس حربة، تحمي مصالحها وتتولى هي حمايتها، ونقصد الكيان الصهيوني، الذي نراه يلتّف اليوم على «شهادة وجوده» على أرض فلسطين.. ونقصد قرار التقسيم 181، الصادر في مثل هذا اليوم من عام 1947. وحتى لا ننسى، فإن قرار التقسيم هذا، جاء «ليؤيد» في الحين ثورة فلسطين التي انطلقت مسلّحة في وجه الاحتلال البريطاني سنة 1919، وأشرت كثورة شريفة، الى فلول عصابات الصهيونية، لذلك قُدّت المؤامرة سمّا في دسم.. على الطريقة التي رصدناها طوال قرن من الزمن.. في فلسطين.. في ذكرى التقسيم.. تقسيم فلسطين.. حرّي بنا أن نسأل اليوم: أين هي فلسطين..؟