مع تداعيات الهجوم الاسرائيلي المسلّح على «أسطول الحرية»... بدا الحديث متناميا بل ومتصاعدا حول القضية الفلسطينية... بدأ الحراك في مستوى الرأي العام الغربي وهو بالتأكيد «مؤسسة» لا يستهان بها ولا تستطيع اسرائيل أن تتغافل عن قوة تأثيره في مجريات السياسة إن مسك بسلطان الحكم والشأن العام. لكن بالمقابل نرصد دون شكّ بأن الشعب الفلسطيني حطّم طوال هذا المسار كل المؤامرات ضد الأمة انطلاقا من اتفاقيات «سايكس بيكو» لسنة 1916 مرورا ب«وعد بلفور» المشؤوم لسنة 1917، ووصولا الى قرار التقسيم 181 لسنة 1947... نعم هو شعب الجبّارين الذي تحدى الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والامبريالية وآلتها القوية، بأن صمد في وجه كل المخططات، بل إنه سعى وبكل روح نضالية الى جعل هذه المساندات المدنية والشعبية التي تكتسح العالم رافدا ورافعة للقضية الفلسطينية حيث وضعتها كقضية وطنية وقضية تحرر وطني وقضية ظلم سلطت على الشعب الفلسطيني. ومن هذه الزاوية يمكن فهم ما أقدمت عليه عميدة الصحفيين في البيت الابيض، حين عاينت معاناة الشعب الفلسطيني بمنظار العدل والحق بأن رأت ان الحل في فلسطينالمحتلة أن يأخذ كل ذي حق حقه، وأن الوافد المغتصب ليس أمامه سوى الرجوع الى بلده الأصلي الذي كان يعيش فيه قبل الأربعينات من القرن الماضي... هو شعب الجبّارين، الذي ينهض مع كل أزمة مثل العنقاء من رماد سحيق... هو الشعب الفلسطيني الذي مثّل العنوان والمثال لأبناء العراق حين عاودهم الاحتلال بعد استقلال، وكذا الامر بالنسبة الى كل البقاع العربية المحتلة هنا وهناك... ظل الشعب الفلسطيني نبراسا للحرية والتحرر الوطني ومثالا يحتذى من الشعوب المقهورة بشتى أنواع الاستعمار والهيمنة... هو شعب الجبّارين الذي لا يفرّط في حقوقه الوطنية لذلك سيبقى الكيان الصهيوني يعاني ما بقي في فلسطين، من ورطة قانونية اسمها: حق الشعب الفلسطيني وأحقيته في أرضه... «سبق السيف العذل» فليس أمام العالم والمجتمع الدولي برمته سوى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ولا للتجزئة وأوّلها حقّه في عودة كل اللاجئين الفلسطينيين الذين راهن جلاّدوهم على آفة النسيان... فإذا بالذاكرة الفلسطينية... لا تنسى...