تحوّل قصر حمودة باشا بجهة منوبة، الى مرتع للمنحرفين لممارسة الدعارة ومعاقرة الخمور واستهلاك المواد المخدرة، إضافة الى أنه مكان يقصده التلاميذ لاستنشاق مادة «الكلفور» تونس (الشروق) لا تزال السلطات المعنية في غفلة عن المناطق الاثرية، ففي منطقة منوبة يوجد قصر مهجور تعود ملكيته الى عهد حمودة باشا، بجانب المعهد الثانوي حمودة باشا، ويبعد امتارا عن مقر ولاية منوبة، الا ان هذا المعلم التاريخي تحول الى وكر لممارسة الرذيلة ووكر لهروب تجار المخدرات والمنحرفين والمطلوبين للعدالة. فعند ولوج «الشروق» الى هذا المكان المهجور، استمعنا الى اصوات قادمة من داخل القصر، تبين انها لتلاميذ كانوا يتفوهون بعبارات نابية وغير اخلاقية تجاه بعضهم، وكان سبب شجارهم كيس من مادة «الكلفور» كانوا بصدد استنشاقه. وعند ولوجنا الى داخل المبنى وجدنا عددا من التلاميذ لا تتجاوز اعمارهم 16 عاما، كان احدهم تبدو عليه علامات الارتباك والتراخي، وباستفسارنا عن حاله، اكد احد اصدقائه انه بسبب ما استنشقه من «كلفور» جعله لم يعد قادرا على مواصلة الكلام. تلاميذ يستنشقون الكلفور وباستفسارنا للتلاميذ عن سبب تواجدهم بهذا المكان المهجور، اكدوا انهم غادروا قاعة الدرس بعد ان طردتهم الاستاذة لانهم تطاولوا عليها، وقد افاد احد التلاميذ انه بدوره يأتي الى هذا القصر ليلا رفقة مجموعة من اصدقائه، وكان يتفاخر بذلك، متابعا، حديثه قائلا: «في الليل تعقد الجلسات الخمرية، وتوزع سجائر الزطلة ومواد اخرى مخدرة، كما يتم جلب فتيات الى هذا المكان، لقضاء السهرة». مرتع للدعارة والمجرمين من جهة أخرى، افاد عون حراسة بالمعهد الثانوي حمودة باشا (طلب التحدث دون ذكر هويته)، ان هذا المعلم الاثري تحوّل الى خطر يهدد التلاميذ من فئة الاناث والذكور، مؤكدا انه قبل الثورة قام احد الوزراء السابقين بزيارة المعلم ووعد بانه سيقع ترميمه واستغلاله حتى لا يكون وكرا للدعارة واستهلاك الخمور والمخدرات، الا ان تلك الوعود لم تنجز وبقي المعلم الاثري وكرا للمنحرفين وبعض التلاميذ يقضون اغلب اوقاتهم بالقصر دون علم اوليائهم والاطار التربوي. وأكّد محدثنا انه هذا القصر تحوّل الى نقمة، اذ انه تم خلع بابه الرئيسي وأصبح مرتعا للمنحرفين والعصابات، وانه يتم جلب بعض الفتيات خلال الليل لممارسة الجنس والرذيلة، مؤكدا ان السلطات الامنية، رغم خطورة المكان الا انها لا تتفقده رغم انه في الليل يتحول الى وكر لجميع المنحرفين. انتشار زجاج الخمر وما يؤكد صحة معطيات محدثنا هو انتشار الزجاجات الفارغة لمادة الكحول والخمر داخل هذا القصر الاثري اضافة الى انتشار قوارير «الكلفور» مما يثبت ان هذا المعلم الاثري تحول الى وكر للممارسات المخالفة للقانون والمرفوضة اجتماعيا وملاذا آمنا لفئة من الشباب المستهتر، وهو ما يمثل خطرا للسكان المجاورين ولتلاميذ المعهد والمدرسة الاعدادية المجاورة له. ووصف عدد من الاجوار الذين تحدثت اليهم «الشروق» ان هذا القصر أصبح مأوى لفئة تمارس الدعارة وتعاقر الخمر، فهم يمرحون دون رقيب وبكل اريحية خلال ساعات الليل مطالبين بتطهير هذا المكان المهجور من الممارسات المرفوضة اجتماعيا واستغلاله كمركز للتنشيط الثقافي. واجمع متساكني ولاية منوبة ان بقاء هذا القصر كملاذا للمنحرفين والمجرمين فان معدل الجريمة سيرتفع. من جهة أخرى، افاد مصدر أمني تابع لمنطقة الامن الوطني بمنوبة في تصريح ل«الشروق» ان أغلب المناطق الاثرية المتواجدة بمنوبة مستغلة وتحظى بعناية من الجهات المعنية، مؤكدا ان القصر المحاذي للمعهد الثانوي حمودة باشا محل متابعة ومراقبة من الجهات الامنية. ونفى مصدرنا ان يكون هذا القصر مرتعا للمنحرفين والمجرمين باعتبار ان السلطات الأمنية بصدد تفقده حسب قوله. قصور البايات عوض أن تكون متاحف كانت أوكارا للجريمة تعد قصور البايات من أبرز المعالم الاثرية التاريخية في تونس، التي كان يسكنها السّاسة والأثرياء وأعيان البلاد. وتزخر تونس العاصمة بحوالي 18 قصرا. ورغم ما تزخر به بلادنا من معالم فإن بعضها مازال مهجورا ومتداع للسقوط مثل قصر دار الباي في حمام الانف وقصر فرساي في المحمدية.