تونس الشروق: حذر المكتب التنفيذي لحركة النهضة في اجتماعه الأخير من خطر «المناكفات السياسية» على المسار الانتقالي وفي المقابل عبر عن تمسكه بضرورة تحييد رئاسة الجمهورية عن كل التجاذبات. تجاهل المكتب التنفيذي لحركة النهضة في البيان الصادر عن اجتماعه الاخير ما صرح به رئيس الجمهورية من أنه تم تهديده في بيان الحركة الصادر نهاية الاسبوع الماضي واكتفى البيان الجديد بالتحذير من خطر المناكفات السياسية على مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد. وقد اشار المكتب التنفيذي الى ان درجة التجاذبات والمناكفات السياسية في ارتفاع مستمر اضافة الى تدهور مستوى الخطاب السياسي وفي هذا السياق فقد دعا القوى السياسية والاجتماعية إلى الانتباه إلى المخاطر التي تهدد المسار الانتقالي نتيجة ارتفاع درجة المناكفات السياسية وتغليب المصالح الحزبية الضيقة والآنية دون الأخذ بعين الاعتبار المشاغل الحقيقية للمواطنين وآمالهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية . وترى حركة النهضة ان تلك الوضعية من الاحتقان تساهم في تعميق أزمة الثقة بين الفاعلين السياسيين وعموم المواطنين وتعرقل «نجاح عملية الانتقال الديمقراطي ببلادنا ويسيء إلى فرادة التجربة التونسية وتميزها». ومن جهة أخرى فقد اختار المكتب التنفيذي للحركة تجاهل ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية في افتتاح أشغال مجلس الأمن القومي وخاصة اتهام الحركة بانها وجهت اليه تهديدا في بيانها الذي سبق اجتماع المجلس واكتفت اثر اجتماع أمس الأول بالتأكيد على ضرورة «الحفاظ على حيادية مؤسسات الجمهورية والنأي بها عن التجاذبات الحزبية والسياسية والانتخابية باعتبارها رمز وحدة التونسيين مجددة ثقتها في حرص رئيس الجمهورية على السهر على احترام الدستور وضمان علوية القانون والتصدي لكل الممارسات التي من شأنها إقحام مؤسسات الدولة في التجاذبات». وبخصوص مشروع قانون المساواة في الميراث فقد جددت الحركة موقفها الذي لم يرفض هذا المشروع وانما قال انها ستتفاعل معه انطلاقا من موقفها المعلن في ندوتها السنوية الاخيرة وستقترح التعديلات التي تراها ملائمة «على ضوء مقتضيات الدستور ورغبة أوسع قاعدة من التونسيين... آملة من مختلف الأطراف التعاطي مع المشروع المقترح على المجلس بمسؤولية ودون توظيف». وفي النقطة الاخيرة من بيانه دعا المكتب لتنفيذي لحركة النهضة أنصار الحركة ومناضليها الى عدم الانخراط في المناكفات السياسية والانكباب على خدمة المواطنين والتعبير عن مشاغلهم وربط الصلة بينهم وبين المسؤولين ونوابهم المحليين والوطنيين، حسب نص البيان. إذن وخلافا لما كان متوقعا وخاصة اثر كلمة رئيس الجمهورية أمام مجلس الأمن القومي اختارت حركة النهضة ومكتبها التنفيذي عدم التوغل أكثر في المناكفات السياسية وخاصة مع رئيس الدولة حليف الأمس واكتفت بخطاب ضبط النفس والتهدئة وضبط الأنصار والمناضلين.