1- السبسي يتحرّك شهد الاسبوع المنقضي نشاطا رئاسيا لافتا، ابتدأ بقبول أعضاء من هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي (الاثنين) وباستقبال ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان في زيارة أثارت الكثير من الجدل (الثلاثاء) وترؤس مجلس وزاري للمصادقة على قانون المساواة في الإرث (الاربعاء) والإشراف على اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي نظر في ملف هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي بخصوص مزاعمها حول الجهاز السري لحركة النهضة (الخميس)، واستقبال عدد من الوجوه السياسية البارزة على غرار المهدي جمعة (الاربعاء) والمهدي بن غربيّة (الجمعة) ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي (الجمعة)، وايضا الإشراف على موكب أداء اليمين للطيّب راشد الرئيس الجديد للهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين (الجمعة). 2- حمّة يُهاجم والغنوشي يُهنئ أياما قليلة بعد استقبال رئيس الجمهورية وفدا عن لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والذي اثار حفيظة النهضة وجّه الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي سهامه نحو السبسي وبلغة غير متوقعة في الحدة بل وفي السخرية من الرجل وابنه وميراثه السياسي. في المقابل أكّدت مصادر مطّلعة للشروق أنّ الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بادر الى تهنئة «سي الباجي» بعيد ميلاده 92 وأرسل له باقة ورد الى قصر قرطاج. النهضة تعمدت في ما يبدو عدم الإعلان عن المكالمة ولم تكشف عن فحواها على غير العادة، وهذا قد يكون مؤشرا على رغبة في تحييد شعرة معاوية عن التجاذبات والمزايدات ومحاولات الاستخدام والتوظيف، مثلما عكس ذلك أيضا البيان الأخير للمكتب التنفيذي للنهضة الهادئ الذي تفادى ردّ الفعل والتحذير الذي وجّهه القيادي لطفي زيتون بضرورة الالتزام بقرار المكتب و الابتعاد عن المناكفات والاهتمام بمشاغل المواطنين وقضاياهم. 3- سيناريو لطبخة سياسية جديدة المكالمة بين الغنوشي والسبسي، وهي عكس ما يبدو على السطح من توتُّر ومظاهر قطيعة خاصة بعد أجواء الشحن التي سبقت ولحقت اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس الفارط، جاءت تلك المكالمة حسب مصادر الشروق في سياق تحركات غير معلنة، ومنها ما يتصل بأنشطة حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للنداء داخليا وخارجيا، بما يمكن ان يؤدي الى اختراق أو على الأقل الى الحيلولة دون القطيعة بين رئاسة الجمهوريّة والنهضة. كل الاحتمالات واردة في علاقة الطرفين اَي حرب مفتوحة او تحالف اللحظة الأخيرة في إطار طبخة يمكن أن تقود «سي الباجي» الى دورة رئاسية جديدة بدعم النهضة ويكون المقابل تحالفا مستقبليا قد يقتضي أن يكون للشيخ الغنوشي موقع رسمي في الدولة من المرجح أن يكون رئاسة البرلمان على ان تذهب رئاسة الحكومة لشخصية دستورية تكونمحل توافق وطني واسع، وهذا ما يدعمه تصريح أحد قيادات النهضة البارزين بأنّ توافق الشيخين سيعود ولكن بشروط جديدة وعلى ارضية مختلفة عمّا كان سابقا قبل اندلاع الأزمة السياسية. 4- الشاهد يبحث عن التهدئة أسبوع خلط الأوراق قد يكون اضطر يوسف الشاهد رئيس الحكومة الى التهدئة مع «سي الباجي» بإرسال أحد أركان مشروعه مهدي بن غربية لمقابلة تم ترتيبها حسب مصادر الشروق بواسطة رجل الأعمال البارز رؤوف الخماسي. الرئاسة لم تعلن عن المقابلة وفي المقابل تم تسريب الصورة والمدة التي استغرقتها المقابلة التي يبدو أنّها تضمنت كما أكدت مصادر مطلعة عملية جس نبض رئيس الجمهورية حول مصالحة ممكنة بينه وبين الشاهد تضمن خروج الأخير من القصبة أما للعودة إلى النداء أو للتفرّغ لمشروعه دون عداء مع القصر. 5- الخلاصة: معركة تحت السيطرة الاسبوع المنقضي شهد دونما شكّ: عودة قوية للباجي قائد السبسي باستعادة جزء هام من المبادرة السياسيّة، وتماسك قوي لموقف النهضة وعدم الانجرار وراء سياسة التوتّر ورد الفعل، ومناورة ذكية من الجبهة بعدم وضع جميع بيضها في سلّة واحدة والإبقاء على خيارات أخرى توجّسا من خسارة رهان الاصطفاف مع السبسي ضد الشاهد والنهضة ممكنة، ومحاولة من الشاهد للحفاظ على مكاسبه ومغانمه في الأشهر الأخيرة، مؤشرات على اننا قد نكون إزاء معركة سياسية ساخنة بأدوات ضغط ووسائل مختلفة من جميع الأطراف الفاعلة والمؤثرة، ولكن معركة على الأرجح تحت السيطرة وهذا هو المهم تجنّب للمواجهات والمزيد من تعفّن الوضع السياسي.