تونس الشروق: حذر القيادي في نداء تونس أنيس المعزون من أن تواصل تشتت الندائيين سيجعل النهضة في طريق مفتوح للسيطرة على مفاصل الدولة في الخماسية القادمة. وأعلن في حوار مع «الشروق» أن نداء تونس أدرك مؤخرا ذروة الضبابية لجهة أن أغلب الندائيين يرفضون دخول سليم الرياحي. كما لا توجد أي مؤشرات جدية تؤكد توجه قيادة الحركة نحو عقد مؤتمر وطني ديمقراطي لن يكون ذا جدوى إذا لم يسبقه تجديد للهياكل الجهوية والمحلية للنداء. تحفظ ولاحظ في المقابل أن أغلب قواعد النداء تتعاطى بتحفظ مع مشروع «أمل تونس» الذي دعت إلى تشكيله كتلة الائتلاف الوطني مرجّحا ألا تحصل هرولة إلى هذا الحزب في الوقت الرّاهن خصوصا أن هذا المشروع لا يزال غير واضح. وحذر أنيس معزون في هذا الصدد من الوقوع في أخطاء الماضي مشددا على أن أي مبادرة سياسية جديدة ناجحة يجب أن تنبع من قواعد النداء وليس كتلة البرلمان ومشيرا إلى أن من بين الأخطاء الجسيمة التي أوصلت النداء إلى هذا الوضع تغول كتلته في البرلمان على حساب القواعد. وخلص إلى التأكيد على أن «أمل تونس» سيفشل إذا سار في ذات الاتجاه رغم وجود شخصيات لها حسّ وطني وراء هذه المبادرة ملاحظا أن الحل الأمثل هو إعادة تجميع الندائيين خاصة من خلال عودة يوسف الشاهد إلى قيادة الحركة وكل المنسلخين عنها وأساسا المكاتب الجهوية التي كانت استقالت من النداء مقابل إزاحة سليم الرياحي. وتابع أنه في حال تواصل التشرذم الحالي لن يكسب لا النداء ولا أمل تونس مشددا على ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد التي تقتضي إعادة بناء النداء بوصفه الأكثر قدرة على مواجهة المشروع الإسلامي. ودعا من هذا المنطلق رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى القيام بمبادرة سياسية لتجميع الندائيين تمهد لافتتاح السنة القادمة بمؤتمر وطني جديد وديمقراطي ملاحظا أنه في غياب هذه الفرضية سيؤدي الى فوز ساحق للإسلاميين في الانتخابات القادمة وعلى القوى الحداثية أن تتحمل مسؤوليتها.