احتفت توزر أميرة الجريد التونسي بالقصيد في أبهى تجلياته من خلال الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان الدولي للشعر على امتداد أيام 22 و23 و24 و25 نوفمبر 2018. تونس «الشروق» : وأنت تغادر أرض الجريد... تتزاحم الأحداث والذكريات في مخيلتك بعد مواكبة لدورة كانت فيها توزرالمدينة العاشقة للحياة والمنتصرة للتفاؤل ولكل جميل في الوجود... هي أيام أربعة كانت ثرية بالعطاء الشعري واللقاءات والمفاجآت والقراءات بلغات مختلفة... ثم هذا الفيض الكبير من الحب والاحترام من كل أهل الجريد كثيرة هي الذكريات التي حفلت بها هذه الدورة. الحضور الشعري العربي والدولي... حضور لافت أمكن للجمهور من التعرف واكتشاف مدارس واتجاهات ومضامين شعرية من كوباوإيران ونيجيريا إلى جانب دول عربية في مقدمتها الجزائر ومصر وسوريا والعراق والمغرب... من مفاجآت الدورة التي سترسخ حتما في الذاكرة حضور شعراء أطباء وصيادلة بقصائدهم المتوهجة والتي تنضح حبّا للحياة وعشقا للوجود والوطن. من الجزائر وسوريا على وجه الخصوص. الحضور المتوهج للموسيقى من كردستان إيران... مجموعة عزفت الموسيقى الفلكلورية الإيرانية بإيقاعاتها الخفيفة والساحرة والممتعة. الاحتفاء بفلسطين وعاصمتها القدس من خلال الشعر والمسابقة الخاصة بها والتي آلت إلى الشاعر المصري أحمد قنديل. حضور مبهر للشاعرين الطفلين القادمين من قطاع غزة محمد الشاعر (14 سنة) وميس عبد الهادي (10 سنوات). تخصيص يوم افتتاح الدورة للاحتفاء بفلسطين موسيقي وغناء ولوحات فلكلورية وشعر... تأكيد مدير الدورة الشاعر محمد بوحوش وصلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين أن الشعر سيظل شامخا ومؤثرا ونحتاجه رغم كيد الكائدين لإقصاء الأدب من الحياة أمام هجمة المهتمين بالشأن الرياضي والاقتصادي في حين أكّد محمد بوحوش أنه عند كل قصيد مكتوب هناك حياة ونحن نحتاج للفرح والجمال والارتقاء بإنسانيته وبالقيم النبيلة فبالشعر ننتصر على الشر والظلم. شهدت الدورة حضور 3 مدراء لمهرجانات للشعر: شاعر المناجم الكبير سالم الشعباني مدير مهرجان المتلوي معز العكايشي مدير مهرجان بوسالم الدولي للشعر عادل الجريدي ومدير ملتقى عليسة الدولي للمبدعات. حضور تونسي مبهر في الدورة من خلال عديد الأصوات المشعة وطنيا ودوليا: فوزية العكرمي ومحمد الهادي الجزيري وأسماء الشرقي وسالم الشعباني ومعز العكايشي وصالح السويسي وفاطمة بن فضيلة وريم العيساوي وسلوى الرابحي وأحمد المباركي وخير الدين الشابي وغيرهم. المستوى العلمي الراقي الذي كانت عليه الندورة الفكرية حيث طرحت النقاش علاقة الشعر بالفنون البصرية، ندوة أدارها باقتدار وحرفية الدكتور عثمان بن طالب وشهدت مداخلات أثارت نقاشا وتبادلا للرأي ليحصل الإجماع على أن الشعر هو أساس كل إبداع فني. الشاعر عادل الجريدي كان بحق دينامو الدورة من خلال تحركاته علي أكثر من مستوى فقد نشط بحرفية الأمسيات الشعرية وكان إلى جانب ضيوف الدورة لحل عديد الإشكاليات ومساعدتهم على تداركها، وكان أيضا حاضرا في كل محطات الدورة موجها ومرشدا ومساهما ومشجعا. كسب المبدع لسعد بن حسين رهان ورشة تحويل قصيد شعري إلى سيناريو شريط وثائقي حيث وقع الاختيار على قصيد للراحل محمد رضا الجلالي. ثريا أحناش (المغرب) دانيا أنياس (الجزائر) معمر بالرحلة (الجزائر)... كان لهم حضور استثنائي في الدورة على اعتبار أنها المرة الأولى التي يزورون فيها توزر. دانيا أنياس الطبيبة الجراحة والشاعرة شدت الانتباه بحضور ركحي متميز وشعر طافح بالحب والأمل وهي التي اختات الانتصار للقصيد العمودي لتكون احدى رائدات الشعر في الجزائر والوطن العربي. استياء هيئة المهرجان من وزارة السياحة التي أخلّت بالتزاماتها مما أثر سلبا على السير الطبيعي للمهرجان حيث وجدت هيئة المهرجان مجبرة على توزيع المشاركين على نزلين وهذا ما يدفع حتما إلى ضرورة الترفيع في المنحة المخصصة ثم ضرورة وضع سقف محدد لعدد الضيوف كأن يتم مثلا الاقتصار على ضيف واحد من كل بلد تتم استضافته. تكريم أسماء دون أخرى خلّف استياء لدى المشاركين في الدورة. أعلن شاعر المناجم الكبير سالم الشعباني مدير المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي أن دورة 2019 لهذا المهرجان ستكون في مارس القادم وقد اختار بعض الأسماء التي استمع إليها في توزر لتكون حاضرة في المتلوي محتفظا في ذات الوقت بهذه القائمة التي قال إنه سيكشف عنها في الوقت المناسب. اللوحات التعبيرية الجسدية القادمة من إيطاليا حضرت وقد تفاعل معها الحضور بشكل كبير.