اكتفى النادي الصفاقسي خلال الجولات الثلاث الأخيرة بنتيجة التعادل و خسر 6 نقاط ثمينة في سباق البطولة خاصة أمام نادي حمام الأنف بملعب الطيب المهيري بصفاقس ، و لئن تنفس الأحباء الصعداء إثر العودة بالتعادل أمام النجم الساحلي بسوسة في الدقائق الأخيرة من المباراة و حفظ ماء الوجه إلا أن وتيرة الإحتجاجات قد ارتفعت من مختلف الأطراف تجاه أسلوب تعامل الممرن الهولاندي رود كرول مع مجريات المباريات و كيفية توظيف الرصيد البشري . بقية أفراد الإطار الفني عبروا عن عدم الارتياح أيضا بالرغم من « الأوامر الزجرية « التي ما انفك يصدرها كرول و توصيات الهيئة المديرة بضرورة التحفّظ و عدم « إفشاء السر المهني « . تمارين دون جمهور : نعمة أم نقمة ؟ قبل أحباء النادي الصفاقسي على مضض قرار « كرول « بإجراء التمارين دون حضور جمهور بالرغم أنها مثلت نقطة سلبية بعاصمة الجنوب و أفقدت ملعب الطيب المهيري رونقه و هو الذي يشهد حركية كل مساء بعد أن أصبح متنفسا لعدد هام من عشاق الجلد المدور . و من ناحية أخرى ، إعتبرت الجماهير العريضة أن « حجب « اللاعبين عن أنظار الجمهور أثناء التمارين قد خفّف عنهم الضغط النفسي و غابت على إثر ذلك « القرينة « و أصبح مردود أغلب العناصر فوق الميدان محيّرا . فمن يستطيع إقناع كرول بالعدول عن مثل هذه الإجراءات بعد أن منحته الهيئة المديرة « شيكا على بياض « في اتخاذ القرارات ؟ اختيارات فنية فاشلة ؟ يتحمّل « كرول « المسؤولية في اختياراته الفنية و التكتيكية و هو الذي سيكون تحت طائلة المحاسبة من طرف الهيئة المديرة في نهاية المطاف ، إلا أن الانتقادات قد انطلقت مؤخرا من طرف مساعديه وبقية أفراد الإطار الفني كما ظهرت الاحتجاجات للعلن من حين لآخر ، وتسربت عدة معطيات تؤكد سوء الاختيارات و التغييرات و استغلال الرصيد البشري بشكل جيد . أهمها عدم التعويل على خدمات الإيفواري كواكو المعروف « بمانوتشو « منذ بداية المباراة بالرغم من جاهزيته البدنية و الفنية و قدرته إلى جانب الجلاصي في السيطرة على منطقة وسط الميدان و الإكتفاء بإقحامه في أواخر ردهات المباراة خاصة وأن المرزوقي مازال عاجزا عن الظهور بمستواه المعهود و أخفق في التسجيل و أهدر عدة فرص سانحة بشكل يطرح أكثر من سؤال . كما امتاز « مانوتشو « بديناميكيته الدائمة فوق الميدان و ساهم في الربط بين منطق الوسط و الهجوم و فك العزلة عن فراس شواط الذي كان معزولا في أغلب المباريات و يضطر إلى الرجوع للمناطق الخلفية لافتكاك الكرة و التخلص من المحاصرة التي تفرض عليه عادة . وبالرغم من ملاحظات الفنيين للممرن كرول بمراجعة خياراته الفنية حول هذه المسألة إلا أنه يصر على تجاهل الرأي المخالف حتى و إن وافق الصواب و الغريب أن كرول هو الذي أصر على انتداب « مانوتشو « للنادي الصفاقسي . معضلة الأشواط الأولى هناك شبه إجماع من طرف الفنيين على أن مردود النادي الصفاقسي في أغلب الأشواط الأولى مثّل النقطة السلبية في جميع المباريات تقريبا، و هي معضلة استنفذت إمكانيات اللاعبين البدنية حين أجبرتهم في كل مرة إلى العودة في النتيجة عندما يكون الفريق منهزما أو تسجيل الأهداف لاقتلاع نقاط الفوز ، و أصبح اللاعبون خلال الفترة الثانية في صراع مع الزمن و تحت ضغط النتيجة و الجمهور . و السؤال المطروح : هل أن بهذا المستوى الفني يمكن للفريق أن ينافس على الألقاب سواء كانت محلية أو قاريّة ؟ هل يمثل حشيشة مفاجأة الميركاتو ؟ يسعى أعضاء الإدارة الفنية بالنادي الصفاقسي إلى ضم لاعب محور الدفاع و قائد صنف النخبة بنادي حمام الأنف محمد ريان حشيشة إلى الرصيد البشري للأكابر خلال الميركاتو الشتوي . و تطبخ هذه الصفقة على نار هادئة منذ نهاية الموسم الكروي الفارط بعد متابعة دقيقة للاعب من طرف ممرن الأواسط هيكل قمامدية الذي نصح المسؤولين بالتعجيل بانتدابه خاصة في ظل وجود اتصالات رسمية من طرف مسؤولين من النجم الساحلي و النادي الإفريقي من أجل الفوز بخدماته . و يذكر أن ريّان حشيشة البالغ من العمر 17 سنة قد سبق له اللعب ضمن أصناف الشبان بالمنتخب الوطني و يتميز بطول القامة و تنحدر عائلته من عاصمة الجنوب .