ذكر رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أن حكومته تخلت عن زيادة الضرائب على الوقود بعد أن علقت العمل بها لستة أشهر فقط، وذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة لحركة «السترات الصفراء». باريس(وكالات) وقال إدوار فيليب في كلمة بالبرلمان، اول امس، «الحكومة مستعدة للحوار لأن هذه الزيادة الضريبية أسقطت من مشروع قانون ميزانية 2019». وفي حين أوضح فيليب في البرلمان أن الزيادة لن تكون متضمنة في مشروع قانون الميزانية، لكنه لم يفصح عما إذا كان سيجري ضمها لاحقا في 2019 في تحديث للميزانية. وكانت الحكومة قالت في وقت سابق إنها لن تغير نسخة مشروع قانون الميزانية المعروضة حاليا على مجلس الشيوخ، والتي أسقطت زيادة الضرائب على الوقود. وقد بدأت حركة «السترات الصفراء»، التي تضم مؤيدين من مختلف الأعمار والمهن والمناطق الجغرافية، على الإنترنت كاحتجاج عفوي على رفع أسعار الوقود، لكنها تحولت إلى تعبير أوسع عن الغضب بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة التي تعاني منها الطبقة المتوسطة. وتمحورت مطالب المتظاهرين حول تجميد الزيادات الضريبية على الوقود، والتي كان من المقرر تطبيقها في جانفي المقبل، واتخاذ إجراءات تعزز القوة الشرائية. وتعهدت الحكومة الفرنسية بأنه سيتمّ إجراء تقييم لفعالية إصلاحها المثير للجدل للضريبة على ثروة دافعي الضرائب الأكثر ثراء. لكن المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو ترك المجال مفتوحاً، لدى سؤاله عن احتمال إعادة فرض الضريبة على الثروة التي يطالب بها عدد كبير من المحتجين الذين يكثفون تظاهراتهم منذ 3 أسابيع في جميع أنحاء البلاد. وقال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية رياض الصيداوي أن «أغلبية المحتجين رفعوا سقف مطالبهم، ولم يكتفوا بالمطالبة بالتراجع عن قرار رفع الضرائب على الوقود، بل برحيل الرئيس ماكرون، وهو مؤشر على توجه راديكالي لدى المعارضة الفرنسية». وأضاف في حديث لوكالة «سبوتنيك» أن « الحكومة الفرنسية أساءت تقدير ردة فعل الشارع الفرنسي، إذ اعتقدت أنها ستكون شبيهة باحتجاجات الضواحي الباريسية، المعروفة بأنها للفقراء». ولفت إلى أن الحكومة الفرنسية فوجئت بأن المظاهرات انطلقت من قلب العاصمة، ويقودها مواطنون من أصول فرنسية، وليسوا من المهاجرين». وفيما يخص التحركات اللاحقة للمتظاهرين أشار الصيداوي إلى أن يوم السبت المقبل سيشهد أحداثا كبيرة، لأن مطلب رحيل ماكرون أصبح مطلباً مركزياً للتحركات الشعبية». وأعلنت فرنسا، امس نشر 65 ألف عنصر أمن فى أنحاء البلاد بحلول السبت تحسبا لموجة احتجاجات جديدة، حسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز». من جهة أخرى قررت ثلاثة أحزاب يسارية فرنسية، امس الخميس، تقديم اقتراح لحجب الثقة عن الحكومة على خلفية الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب احتجاجات «السترات الصفراء». وبحسب قناة «بي.إف.إم»: «قرر الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب «فرنسا الأبية» تقديم اقتراح حجب الثقة بعد «فشل الحكومة» في إدارة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاثة أسابيع». وفي هذا الصدد، صرح أمين عام الحزب الاشتراكي أوليفييه فور قناة «بي.إف.إم»، قائلا: «سنقدم اقتراح حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية يوم الاثنين المقبل». من جهته قال النائب عن حزب فرنسا الأبية هوغو بيرناليسيس: «سنحاول إقناع باقي البرلمانيين لكي ينضموا إلينا في اقتراحنا لحجب الثقة».