مكتب صفاقس (الشروق) في باردة أولى من نوعها ، احتفت جزيرة قرقنة بذكرى استشهاد ابنها وابن تونس الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد بمسقط رأسه قرقنة تمهيدا لتحويل هذا الإحتفاء إلى موعد سنوي تؤثثه فقرات متنوعة تستقدم مسيرة الراحل وتستشرف مستقبلا واعدا للأرخبيل . المبادرة جاءت من المجلس البلدي بقرقنة ووجدت الدعم المطلق من الإتحاد المحلي بالمكان ومن نجل الراحل نور الدين حشاد فكان أول أمس يوم ذكرى استشهاد حشاد استقدم فيه الحضور بكل فخر واعتزاز صفحات ناصعة من المسيرة النقابية والوطنية للزعيم شهيد وطن. الإحتفاء اشرف عليه رئيس بلدية قرقنة منصف الفقير والكاتب العام للإتحاد المحلي محمد علي عروس ونجله نور الدين حشاد بحضور عدد من أفراد عائلة الزعيم وأبناء قرقنة من النقابيين والبلديين ومكونات المجتمع المدني ، وقد تضمن في البداية تلاوة الفاتحة على روحه أمام قبره في منطقة العباسية الذي يحمل بين جنباته رفاة الشهيد ، بل رمس « صوري « بعد نقل جثمانه سنة 1955 من قرقنة إلى العاصمة ومع تلاوة الفاتحة على روحه الزكية ، تلا الحضور الفاتحة على قرينته وعلى روح الشهيد الحبيب عاشور وزوجته بمقبرة العباسية أين شيد الإتحاد العام التونسي للشغل روضة الحبيب عاشور اعترافا بدور الزعيم الوطني والنقابي الراحل .. وبمقر الإتحاد المحلي بقرقنة ، قدم أستاذ التاريخ المعاصر الدكتور عبد المجيد الجمل محاضرة تحت عنوان « السياقات الداخلية والعالمية لاغتيال فرحات حشاد: جوانب خفية من تاريخ حشاد الزعيم الوطني فرحات حشاد؟» قال فيها المحاضران اغتيال حشاد مثل محطة مهمة من محطات النضال الاجتماعي والسياسي مشيرا إلى أن علاقات الشهيد الدولية الواسعة وخاصة مع النقابات الأمريكية جعلت فرنسا تتردد في إلقاء القبض عليه ،فلجأت لطريقة الاغتيال التي تمت يوم 5 ديسمبر. وبين هذه الفقرات وخلالها ، كانت لنجل الراحل نور الدين حشاد عديد التدخلات انطلق فيها بالخصوص بالتأكيد على أن والده استشهد على يد الدولة الفرنسية مؤكدا انه يمتلك كل أدلة الإدانة معلنا بالمناسبة عن تحويل منزل الزعيم بمنطقة العباسية الى متحف يحمل اسم الشهيد الخالد ومن ناحيته رحب الكاتب العام المحلي لاتحاد الشغل بقرقنة محمد علي عروس بالمبادرة مبرزا ان هذا المتحف يأتي في إطار توجهات المنظمة الشغيلة الحريصة على تكريم الراحل وحفظ الذاكرة النقابية والوطنية. وقال رئيس البلدية منصف فقير ان إدارته تفكر بجدية في تحويل مسقط رأس الزعيمين حشاد وعاشور الى مزار نقابي دولي مشددا على ضرورة تحويل الاحتفاء بذكرى الخالد حشاد السنوي إلى قرقنة معلنا عن تكوين لجنة تشتغل على المتحف المرتقب. ذكرى اغتيال حشاد بقرقنة شكل مناسبة لربط الصلة بين العمل البلدي والنقابي في مبادرة تحسب للطرفين فقير وعروس وهو ما من شأنه أن يؤسس لعلاقة قد تكون من نتائجها الأولية متحفا باسم الشهيد حشاد وتحويل منطقة العباسية إلى مزار نقابي دولي... بل وقد تؤسس إلى علاقة تعاون أعمق لفائدة جزيرة قرقنة ..