قديما كان الأب هو صاحب «الكلمة الأولى والأخيرة في المنزل» يقولها ويمضي دون تكرار أو تأكيد لعلمه أو لتيقنّه أنها ستنفّذ بحذافرها ومن غير تأخير أمّا الآن فلم يعد الزمان نفسه ولا الأشخاص أنفسهم نظرا للتحول الكبير الذي أصبحت تعيشه الاسرة التونسية التي أولت اهتماما كبيرا بالحوار داخل الاسرة فالى أي مدى يقبل الابناء المراهقين على التحاول مع آبائهم؟ وهل يوجد فعلا حوار أسري مثمر بين المراهق والأسرة؟ أسئلة طرحناها على مجموعة من التلاميذ فخرجنا بالاجابات التالية. الاقناع أساس الحوار * إيمان: الحوار بين الآباء وأبنائهم المراهقين موجود لكن الخطأ كامن في أن بعض الأولياء يعتقدون أنهم بصدد التحاور مع أبنائهم في حين يعمدون الى توخّي أسلوب فيه نوع من فرض الرأي على الابن وتقول ايمان، إن والدي ووالدتي يتحاوران معي ويمنحاني الفرصة لابداء رأيي في مسائل عديدة ولا يمكن ان أقبل أمر ما الا بعد اقتناعي به. حوار قائم على التفاهم * أنس: أنس تلميذة في طور المراهقة ترى أن الاسرة التونسية باتت تولي أهمية كبرى للحوار الاسري الا ان التحاور مع المراهق مازال يطرح بعض الاشكالات باعتبار الحساسية المفرطة وباعتبار استعداد الاولياء من عدمه للحوار مع الابن المراهق وانطلاقا من تجربتها الشخصية تقرّ أنس أنها تتحاور مع أمها أكثر وتجد راحة نفسية أكبر معها تمنحها الشجاعة لطرح كل المواضيع القابلة للنقاش وتؤكد ان الحوار الناجح هو الحوار القائم على التروّي والاقناع والبعيد عن الانفعالات ومحاولة فرض الآباء آرائهم على الأبناء. حواري مع والدي ناجح * عزيز: يقول عزيز تلميذ بالمعهد الثانوي: كل شيء قابل للنقاش وللحوار مع والدي فهو صديقي ووالدي ولا أتحرج من ابلاغه بكل جديد يجدّ في حياتي لذلك اعتبر حواري معه ناجحا ومثمرا. الخجل يعيق الحوار * مريم بن خليفة: الحوار بين المراهق الشاب والاسرة موجود لكنه نادر وتنقصه بعض الشفافية والصدق نظرا لخوف المراهق من ردّة فعل الوالدين هذا رأي مريم بن خليفة مشيرة الى أن الخجل عادة ما يقف حائلا أمامها في التحاور مع والديها في بعض المواضيع. أما طبيعة الحوار القائم بينها وبين أمّها فهي مبنية على الاقناع وتقول مريم أنا أرفض عدم قبول رأيي من قبل أبوايّ كما أرفض عدم اشراكي في الادلاء برأيي في أمر يخصني ولا أقبل بالمرة الاوامر غير المقنعة وبالتالي أحاول ايجاد حلّ وسطي للتفاهم معهما. حوار شبه غائب * مروان: التفاهم غير كبير والحوار شبه غائب بين مروان ووالديه، فوالده عادة ما يتوخى أسلوب حاد بعض الشيء معه مما يضطره الى عدم اخباره بالتفاصيل الخاصة لحياته ويقرّ مروان بغياب التفاهم مع والدته التي تحاول دائما توجيهه ونصحه لكنه يرى أن هذه النصائح لا تتماشى مع ما يرغب هو في فعله. * ن ج