من جيل الى جيل تختلف تربية الابناء وتظهر علاقات أسرية جديدة وتنتفي أخرى ويبقى لكل جيل مبادئه وأفكاره التي يسعى الى تحقيقها. فتجد فئة من الناس يطمحون الى تغيير واقعهم وسلوكاتهم ويقطعون مع ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم في حين تظل فئة أخرى متشبثة بالموروث السلوكي والتربوي الذي شبّوا عليه منذ الصغر ليقع تطبيقه على الابناء. «الشروق» طرحت السؤال التالي على مجموعة من الشباب الى أي مدى يمكن للشباب التأثر بسلوك والديه وبالتالي الحفاظ على نفس الطريقة المعتمدة من قبل والديه في تربيتهما له ليقع تطبيقها على أبنائه في المستقبل؟ يرى الشاب محمد أن الاجيال تختلف باختلاف الزمن والاطار المكاني وكنتيجة حتمية لذلك سنسجل تغيّرا في السلوك والتربية. فتربية والدينا كانت تتسم بالحزم والشدة وفي بعض الاحيان بالقوة وفرض الرأي على الابناء هذا التصرف «سأسعى الى عدم تطبيقه على أبنائي وسأترك لهم الحرية للتعبير عن مواقفهم وآرائهم دون استعمال أسلوب التهديد والوعيد. فمحمد ضد استعمال العنف المادي وحتى اللفظي في تربية الابناء، لان العنف يصنع التمرد والعصيان ويضر أكثر مما ينفع. * التركيز على الحوار يتمسك علي ببعض المبادئ التي تربّى عليها مثل «الحشمة» واحترام الكبير والتعامل الحسن مع الآخرين بطبيعتها ومن ثمة فهو عاقد العزم على تسريب هذه السلوكات الى أبنائه في المستقبل ويضيف «علي» إن بعض الآباء يمارسون نوعا من التسلط على أبنائهم ويطالبونهم بتنفيذ ما يرونه صالحا حسب وجهة نظرهم دون منح الابن أي فرصة لابداء رأيه وللتعبير عن موقفه هذ الامر لا يعجب علي وينادي بضرورة إرساء ثقافة الحوار في إطار العلاقات الاسرية واعتماد أسلوب التشاور والتحاور مع الابناء حتى يتمكنوا من اكتساب هامش من الحرية والخبرة تسهّل عليهم الاندماج في المجتمع والتأقلم مع محيطهم بصفة عامة وتذهب وصال الى ما ذهب اليه علي وتعتبر أن طريقة تربية هذا الجيل فيها الكثير من الايجابيات علينا الاحتفاظ بها مع التأكيد على أسلوب الحوار والنقاش داخل الاسرة والتخلي عن صورة الأب المتسلط الذي يأمر ولا يناقش ويغضب ولا يرضي. فالحوار حسب رأي وصال آلية من آليات الاسرة الناجحة بفضلها يتخلى الطفل عن خجله وارتباكه ويصبح قادرا على الاقناع وإبراز وجهة نظره دون خوف أو تلعثم. * التمسك بطريقة الاسلاف لئن جنح البعض الى التغيير والقطع مع الطرق التقليدية في تربية الابناء فإن عددا لا بأس به من الشباب يرون أن الجيل القادم سيكون «صعبا» وعنيدا ومهددا بالميوعة والانحلال الاخلاقي لذلك على الآباء أن يكونوا أكثر حزما مما عليه اليوم وربما سيضطرون الى اعتماد طريقة أجدادنا في تربيتهم لابنائهم... ويقول رضا فزاني في هذا الصدد ان طريقة والديه في التربية هي طريقة ناجعة وهامة استطاعت أن تجعل منهم رجالا ونساء محترمين ولهذا السبب يحرص رضا على تربية أبنائه بالطريقة نفسها رغم اعترافه أنه سيكون من الصعب عليه تطبيق هذه الطريقة على أبنائه مستقبلا لكنه سيحاول وسينجح في ذلك بإصراره وحزمه. مريم الطرابلسي ترى في طريقة والديها في تربيتهم طريقة ايجابية جدا باعتبار أنها ترتكز على الحوار والاخذ برأي الابناء وتشريكهم في مختلف القرارات الاسرية ولهذا السبب تقول مريم سوف أسير على نفس المنوال الذي سار عليه والديّ في تربيتنا، واعتماده في تربيتي لابنائي مستقبلا. وتضيف مريم أنا شخصيا معجبة بطريقة أمي في تربيتها لابنائها فهي تعتبرهم بمثابة أصدقائها هذا التقارب خلق مناخا من التفاهم والصراحة المطلقة بين مختلف افراد الاسرة. * ناجية المالكي