يعيش الشارع في تونس هذه الأيام على وقع الغضب الذي يتصاعد يوما بعد يوم .... تحركات في كل القطاعات وإضرابات في كل مكان وتوتر في الجهات .... اعتصامات وإضرابات جوع والمحامون والمدرسون والأطباء ينتفضون ضد قانون المالية ... وإضرابات عشوائية في قطاع نقل المحروقات واحتكار في الحليب والبيض ونقص في الدواء وارتفاع لا حدود له في الاسعار ... ارتفاع متواصل في اعداد العاطلين والاف الأطفال يغادرون المدارس سنويا وتصاعد في نسبة الأمية في كل الجهات ... الدولة الان مطالبة بالوصول الى حلول رغم ان أمامها متسع صغير من الوقت قبل الانتخابات القادمة والتي ستكون ساخنة وصعبة ... كل السياسيين فشلوا في الحكم والازمة اليوم استفحلت والغضب يعم الجميع ... جهات محرومة و فئات مهمشة وتعليم متدهور مقابل وعود كاذبة وشعارات ترفعها الأحزاب في الوقت الذي فقد فيه الشعب ثقته في الجميع ... للأسف بعد اكثر من سبع سنوات ارتفع منسوب اليأس والاحباط لدى كل التونسيين وصارت هناك قناعة لدى الجميع ان تغيير الوضع يبدو مستحيلا في ظل فشل كل السياسيين الذين تعاقبوا على حكم تونس .. تحتاج تونس اليوم الى حوار وطني جديد فقد اصبح من الصعب على الجميع السيطرة على الوضع وإيجاد حلول للملفات المطروحة ... الامر الآن يحتاج الى عملية انقاذ حقيقي قبل ان تكبر كرة الثلج وتدمر كل من يقف أمامها وفي النهاية سيكون الشعب هو الخاسر الوحيد لأنه صدق كذب وحماقات السياسيين .... الحوار الوطني المطلوب يجب ان يكون صريحا هذه المرة حتى يفهم الشعب حاضره ومستقبله ... استفحال الوضع وتواصل ًالازمة لن يكون في صالح الحكومة والأحزاب الحاكمة التي ثبت انها كانت تحت تأثير خدمة مصالحها وأجندتها وأهدافها وهي الان ستتفرغ لخدمة مصلحتها في الانتخابات القادمة والتي يتوقع ان تغير كل التوازنات القائمة الآن ذلك ان قدر التونسيين هو تغيير هذا الواقع الذي يعيشونه منذ سنوات وأغلبهم كان يعتقد ان حاضرهم ومستقبلهم سيكون أفضل لكن مرت سنوات عجاف ضعفت فيها الدولة واشتدت فيها ًالازمة وانتشر فيها الفقر وارتفعت فيها نسبة العاطلين وتدهور فيها التعليم وطغى فيها النفاق السياسي .....