وبقطع النظر عن الانتماءات السياسيّة وخدمة ركاب أي كان فأنا لا انتماء سياسي لي اليوم لذلك فأنا لا أصطفّ إلى جانب على حساب الآخر لكن أقول ما أراه حقّا لأنّ الحقّ يعلو ولا يعلى عليه وإنّي أعذر من لا يصدّق مثل هذه المواقف المحايدة الصادر عنّي وعن أمثالي في هذا الزمن الذي كثرت فيه» الأزلام» الحقيقيون لأنّ بناة الدولة الحديثة والمحافظين عليها أطلق عليهم تعسّفا و ظلما هذا النعت أمّ الأزلام الحقيقوّن هم بتفسير المنجد «من يُوالون الشيوخ والحكّام» وهذا وَضْع كلّ النواب الذين غادروا مواقعهم والتفّ عليهم الحكّام المساندون للشيوخ المزيّفين ولم يراعوا أحاسيس الناخبين و تركوهم في تأسّف وحسرة على أصواتهم التي وضعوها في غير محلّها حيث تعرّضوا لعمليّة غشّ وتحيّل ففيهم من تمنّى قطع الإصبع التي غمسها في حبر الانتخابات وفيهم من بدأ من الآن يوصي وينصح بالحكمة المعروفة «الله لا يَعِيدَ عَلِينَا مَعْصِيَةْ» ومذكّرين بقوله تعالى في سورة الإسراء «...وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا« فهذا الموضوع «السياحة البرلمانيّة» الذي هو من الحيل الشيطانيّة للنهضة والتي باعتبار إمتلاكها الأغلبيّة شرّعتها لأنّها حركة عقائديّة يقوم الانتماء إليها على السمع الطاعة والقسم على ذلك فهي مطمئنّة من السياحة البرلمانيّة على أتباعها الذين وَضِع في أذهانهم أنّ خيانة النهضة هي خيانة للدين وخروجا عن الإسلام والخروج عنها في مقام الرِدّة وحرمان من الجنّة و ملذّاتها في الآخرة لذلك كانت في مأمن من هذه البدعة ومن الغريب أنّ الإعلام يردّد أنّ النهضة حزب متماسك ويشيد بذلك وينسى أنّ التماسك في النهضة دليل على أنّها ليست حزبا بل هي مجرّد حركة تستعمل الدين لاستقطاب الأتباع وتغريهم بالثواب وتقيّدهم بمواثيق دينيّة يصعب التخلّص منها بسهولة خاصة للسُذّج من الناس وما أكثرهم في بلادنا ثمّ إنّ لها من الطقوس ما يجعل الخلافات والصراعات الموجود داخلها بعيدة عن الأنظار وسرعان ما تحتوي ما يتسرّب منها إلى السطح بأساليب مستمدّة من تراكمات الفكر الديني الإخواني الذي وضع القواعد الأساسيّة التي تسير كلّ الحركات الدينيّة في العالم بمقتضاها .فالسياحة النيابيّة التي قَلبتْ كلّ الموازين إلّا موازين النهضة وعطّلت مظاهر المسيرة الوطنيّة بالكاملة و عبثت بالتوازنات التي كانت ضروريّة بسبب مجلس هو عبارة عن فسيفساء من نواب يتنقّلون مثل البيادق على رقعة شطرنج تحرّكهم مصلحة اللاعب الذي لا يفكّر إلّا في ربح «الطرح» بدون التفكير لا في الناخب ولا في الوعود ولا في القيم ولا في الأخلاق ولا في مصلحة الوطن ولا في مصلحة المواطن والغريب أنّ هؤلاء أي النواب المُتَلاَعَبِ بهم يردّدون على مسامعنا أنّ المصلحة هي التي اقتضت ما يقومون به وأنّ ثقة المواطن الذي انتخبهم فيهم هي التي تملي عليهم هذه» الزحلقات « والمراوغات وأنصع مثال على ذلك هو النائب المحترم «الجلّاد»الذي جلد كلّ الناس وقد يجلد نفسه إن استمرّ به هذا الهوس و»التشعبط» للمناصب .ولعلّ هذه التبريرات هي أسوء وقعا على الناخبين من الفعل نفسه لذلك أقول لهؤلاء النوّاب نيابة عن كلّ الناخبين «إذا لم تستح فافعل ما شئت» و ما ضاع حقّ وراءه طالب وحقّنا سنأخذه في الانتخابات المقبلة وإن سَألنَا هؤلاء النواب متى سيكون هذا الموعد إن كنتم صادقين نجيبهم أنّه ليس بالبعيد سيكون في انتخابات 2019 يومها سيلتقي الطرفان المرشّح والناخب وسوف لن تتكرّر المهزلة مهما كانت الوُعُود. وإنّ غدا لناظره قريب.