باشرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس سحب قواتها المنتشرة في سوريا من أراضي البلاد. فيما ذكر مسؤول أمريكي مطلع أن الولاياتالمتحدة بدأت في إجلاء جميع موظفي وزارة خارجيتها الموجودين في سوريا.وتوقع المسؤول، في حديث لوكالة «رويترز»، أن تكتمل هذه العملية خلال 24 ساعة. دمشق (وكالات) سحب جميع موظفي وزارة الخارجية الأمريكية من سوريا خلال 24 ساعة قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان أصدرته مساء أمس الأربعاء: «بدأنا بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن فيما ننتقل إلى مرحلة جديدة من هذه الحملة». وشددت ساندرز مع ذلك على أن «هذه الانتصارات على داعش في سوريا ليست مؤشرا على نهاية التحالف الدولي أو حملته». وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن تنظيم «داعش» كان قبل 5 سنوات «قوة كبيرة وخطيرة في الشرق الأوسط»، لكن «الولاياتالمتحدة دحرت دولة الخلافة عن وجه الأرض». وشددت ساندرز مع ذلك على «استعداد الولاياتالمتحدة وحلفائها للعمل من جديدة على كل المستويات لحماية المصالح الأمريكية عند الضرورة»، مضيفة: «سنواصل العمل على حرمان الإرهابيين الإسلاميين من الأراضي والتمويل والدعم وأي وسائل أخرى قد يستخدمونها لعبور حدودنا». ويأتي هذا الإعلان من البيت الأبيض بعد أن صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، في وقت سابق أمس بأن الولاياتالمتحدة تمكنت من هزيمة «داعش» في سوريا. وضرورة تحقيق هذا الهدف كانت السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في الولاياتالمتحدة.وتقود الولاياتالمتحدة في سوريا منذ صيف عام 2014 قوات التحالف الدولي المناهض ل»داعش» والذي يدخل ضمن تشكيلته أكثر من 60 دولة، دون أي دعوة أو موافقة من دمشق، التي تتهم الجيش الأمريكي وحلفاءه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكررة بحق السوريين.وينفذ التحالف الدولي عمليته الأرضية في سوريا بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية هيكله العسكري. بينما تعتبر «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي واجهته السياسية. ونشر البنتاغون في الأراضي السورية، حسبما أعلنته واشنطن سابقا، 2200 عسكري، بذريعة دعم جهود مكافحة «داعش» وتدريب القوات المحلية وضمان الأمن في الأراضي المحررة من التنظيم. ومن جهتها قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (اكراد) ،أمس الأربعاء، إن قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا «طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، بأن جهات قيادية في قوات سوريا الديمقراطية «اعتبرت انسحاب القوات الأمريكية في حال تحقق، خنجرا في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية»، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الماضية على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وهي منطقة شرق الفرات مع منبج. وقال المرصد إنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة أكدت أن جهات أمريكية عليا أبلغت قيادات من «قوات سوريا الديمقراطية»، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج. ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس الأربعاء، أن قرار الولاياتالمتحدة سحب قواتها من سوريا يفتح آفاقا للتسوية السياسية في هذا البلد. رأي خبير المحلل السياسي أمجد طه «تنسحب أمريكا وستنسحب روسيا وستُهزم إيران وستُطرد قوات أردوغان تركياالمحتلة وتبقى سوريا عربية للعرب فقط.. وتحت رعاية دولية حامية للسلام لا مؤسسة للدمار».