القدس المحتلة (الشروق) شيّعت الجماهير الفلسطينية امس السبت، جثامين 5 شهداء فلسطينيين، استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة المحاصر خلال مشاركتهم في مسيرات العودة شرقي قطاع غزة. وخيَّم الحزن على طلبة الأولى الثانوي بمدرسة عدنان العلمي غرب مدينة غزة جراء استشهاد زميلهم الفتى محمد جحجوح (16عامًا)، الذي كان من المفترض أن يتقدّم لأولى اختباراته الدراسية برفقتهم. واستشهد الفتى جحجوح أمس الاول الجمعة برصاص قناصٍ صهيوني بأحداث مسيرات العودة بمخيم «ملكة» شرق مدينة غزة، فيما استشهد ثلاثة مواطنين آخرين، وأصيب أربعون؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال النار والغاز المسيل للدموع لقمع آلاف المشاركين في مسيرات العودة. ويقول الفتى أحمد جودة زميل الشهيد جحجوح: «لم أستطع النوم منذ علمت باستشهاد صديقي محمد؛ جئت إلى المدرسة وحتى اللحظة لا أصدّق أنه رحل ولن يعود. وكان الفتى جحجوح يستعد لتقديم اختبار اللغة العربية أمس، أول اختبار في الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول بمدرسة عدنان العلمي، لكنه اليوم حصل على أعظم شهادة رحمه الله، كما يقول صديقه جودة. ويضيف جودة بحزن: «ماذا فعل صديقي ليقتل بدمٍ بارد من قبل جنود الاحتلال وقنصه في رقبته؟.. محمد كان مثابرًا محبًّا للحياة.. لا أعلم كيف سأكمل اختباراتي الدراسية دون وجوده بقربي». وفي وداع طفله محمد يتساءل معين جحجوح والد الشهيد: «لماذا يخرج شعبنا لمسيرات العودة؟! أليس بحثًا عن حياة كريمة لأبنائنا وأطفالنا؟. ويؤكد جحجوح في تصريح ل»الشروق» أن طفله محمد خرج كالمئات من شعبه مطالبًا في حقنا وأبسط حقوقنا بالحياة الكريمة. وبعبارات الفخر يقول «نحمد الله على شهادة طفلي محمد، وأحسب أنه من الشهداء والصالحين.. هذا مصير شعبنا؛ رسالتي للعالم أن يرفعوا ظلم الحصار عنّا». قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن دماء الشهداء هي وقود للشعب الفلسطيني، وتتعانق اليوم في الضفة المحتلة وقطاع غزة لتعلن مرحلة جديدة من مراحل الانتفاضة. وأكد هنية خلال تشييع الفتى محمد الجحجوح الذي ارتقى أمس الاول شرق مدينة غزة خلال مشاركته بمسيرة العودة، على استمرار مسيرة العودة وأنها لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها. وتابع أن «الاحتلال استنزف كل وسائل القتل والقمع من أجل وقف مسيرات العودة وطمس القضية الفلسطينية، لكنه وفي كل جمعة يزداد شعبنا قوة أكبر من جرائمه». وقال هنية إن «الاحتلال يستسهل قتل الأطفال، ونحن نتحرك على أكثر من مسار، وتحدثنا مع الوسطاء ليتحملوا مسؤولياتهم لكبح جماحه». وأضاف أن «فصائل المقاومة ستتخذ القرار المناسب لاستهداف الاحتلال للمدنيين العزل بمسيرات العودة». وأوضح أن «مسيرات العودة تقول إن الحصار يجب أن ينتهي وإلى الأبد، ودماء شعبنا بغزة والضفة تقول إننا أمام مرحلة جديدة ستنتهي بزوال الاحتلال، وإن مشاريع الاحتلال فشلت وسقطت عن الطاولة». واستشهد منذ انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزة بتاريخ 30 مارس الماضي، التي تطالب بتفعيل حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، 214 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال؛ في حين أصيب 25700 آخرين، بينهم 380 في حالة خطر شديد.