حالت فرق الديوانة في مطار تونسقرطاج الدولي دون تهريب 12 مليارا من العملة الصعبة. فيما أحبطت نحو 40 محاولة إدخال مخدرات مختلفة إلى تونس خلال المدة المنقضية من هذا العام. المخدرات والعملة تُحشى في السمك والشكولاطة والبطن؟ «الشروق» تونس : حصيلة جعلت من 2018 عاما استثنائيا فرض على الديوانة حالة استنفار قصوى لإحباط التدفق الرهيب للمخدرات والتصدي لحمّى «الدوفيز» الآخذة في الاشتعال في تزامن مع التدهور الخطير للدينار التونسي. وكانت خمس ساعات رافقت خلالها «الشروق» فرق الديوانة التونسية في مطار تونسقرطاج الدولي الذي يشكل وجهة لتجار المخدرات ومافيا التهريب لا تقل خطورة عن تلك التضاريس الوعرة على الشريط الحدودي الغربي والجنوبي... كانت كافية لالتقاط ملامح حرب على مدار الساعة لحماية الأمن القومي إزاء مخاطر جسيمة تقتضي رقابة من النوع الخاص وتنزع فتيل الخطر دون أن تمسّ من طبيعة المطار الذي يستقبل كل عام أكثر من أربعة ملايين مسافر يحتاجون إلى الإحساس بأنهم في بلد يُرحّب بزائريه. أساليب شيطانية العقيد كريم الشيخ آمر فصيل الديوانة أكد أن يقظة الديوانة إزاء سائر أصناف المخاطر تقوم على ثلاث أدوات تتكامل في ما بينها. وهي الحدس الديواني وأجهزة السكانار وفرقة «الأنياب» المتألفة من سلالات من الكلاب ذات نجاعة عالية. وتعتمدها أجهزة الديوانة في البلدان الأكثر تقدما. ولاحظ أن هذه الترسانة تحقق نجاعة كاملة في رصد مختلف المخاطر التي يمكن أن تتسلّل عبر المطار وذلك بشهادة المنظمة العالمية لسلامة الطيران التي تؤكد تقاريرها الميدانية الدورية أن منظومة المراقبة الديوانية في المطار تتطابق بنسبة 100 بالمائة مع المعايير الدولية لسلامة الطيران. وشدّد العقيد كريم الشيخ على أهمية الحدس الديواني في رصد شتى المخاطر رغم الأساليب الشيطانية التي يعمد إليها تجار المخدرات ومهربو العملة الصعبة. تأكيد فتح الباب للفيف من المحاولات الغريبة لتهريب المخدرات أحبطها الحدس الديواني على غرار 42 كبسولة محشوة ب"الزطلة" أخرجت من بطن مسافر تونسي قادم من المغرب أو محاولة مسافرين أحدهما تونسي والثاني مغربي يحملان الجنسية المزدوجة (الفرنسية) تسريب 650 غراما من الكوكايين دساها بإحكام في مكان حساس من الجسم تحت الملابس الداخلية! سياح أفارقة كما أحبطت فرق الديوانة هذا العام محاولة تسريب 18 كلغ من «الماريغوانا» عن طريق سياح أفارقة وعدة محاولات لتسريب المخدرات بعد دسها في أسماك مجمدة أو أصناف من المأكولات إلى جانب محاولة مواطن تونسي قادم من المغرب تسريب كمية "الزطلة" أخفاها في أسفل قدمه تحت الجوارب. وفي ذات الصدد تتربص فرقة الأنياب المتألفة خاصة من كلاب «مالينوا» و«سبينغر» الشهيرة بكل أشكال الممنوعات وأساسا المخدرات. الكلاب بالمرصاد وقد ذكر العميد سفيان بن سالم رئيس فرقة التفتيش الديواني إن فرقة الأنياب تكتسي نجاعة عالية في رصد الممنوعات التي يتم دسها في مخابئ مهيأة خاصة في الأواني ومستلزمات الديكور المنزلي. وكشف في هذا الإطار أن نجاعة الأنياب ساعدت هذا العام على كشف محاولات تسريب أصناف مختلفة من المخدرات وقع دسها إما في لوحات ديكور أو قطع الشكولاطة. وشدد على أن تكامل كل من الحدس الديواني والسكانار والأنياب جعل النجاعة الديوانية ترتقي إلى مستوى الأرقام القياسية لمحاولات تسريب المخدرات وتهريب العملة التي واجهها مطار تونسقرطاج هذا العام الذي سجل زيادة بنحو ٪60 في محاولات تهريب الدوفيز. كما كان استثنائيا على مستوى تدفق المخدرات. ولاحظ أن محاولات تهريب العملة عادة ما تعتمد على إحداث مخابئ مهيأة في الحقائب والأحذية. فيما أحبطت فرق الديوانة بالمطار هذا العام محاولات تهريب 130 ألف يورو تم إخفاؤها داخل مناديل صحية «لانجات». وبالمحصلة يشكل أعوان الديوانة في المطار طوقا صلبا إزاء مخاطر جسيمة تتربص بالأمن القومي والاقتصاد الوطني هو عالم في حد ذاته وسط ملايين الحقائب التي تتدفق على هذه البقعة كل عام.