فيما بدا فيلق «الكومندو» متأهبا لصد أي عدوان.. أظهر فصيل «الأنياب» قدرات عجيبة على كشف المخدرات والأسلحة والمتفجرات ربما تفوق نجاعة الجيل الثالث من أجهزة السكانار. الشروق تونس: سرعان ما رشحت تلك الصورة في أعقاب استعراض حي ل«جوهرة» الديوانة التونسية.. جهاز الفرق المختصة تابعت «الشروق» أطواره في مدرسة تدريب الأنياب الواقعة في منتجع «الحبيبية» شمالي ولاية منوبة. بل إن أغرب ما في هذا العالم هو الكلب «باسكو» المنحدر من سلالة «برجي مالينوا» الذي يكتفي بإظهار مكان المتفجرات دون لمسها.. بما يجعل هذه السلالة الأكثر انضباطا للتعليمات وهو ما يفسر استعمال أجهزة الديوانة في الكثير من بلدان العالم مثل مصر والولايات المتحدة لتحصين الحدود إزاء مخاطر الأسلحة والمتفجرات. «باسكو» التزم حرفيا بتعليمات مدربه العريف «عمر الحكيري» وهو ينتقل من حقيبة إلى أخرى ملاحقا عبوة متفجرات دسّها المسافر بإحكام بعد إدخال تحويرات على البنية الداخلية للحقيبة. في الأثناء كان الكلب «قروم» ذو الأصول البلجيكية أيضا يقوم بحركات احمائية تحت امرة مدربه العريف بلال الماجري قبل أن يلج بناية هي تصميم مصغّر لرواق الأمتعة في المطار. انطلق «قروم» كالسهم يلتهم البساط المتحرك تحت وابل من التعليمات «فتش فتش» قبل أن ينقض على الحقيبة المشبوهة، علبة أقراص مخدرة. في صندوق البنزين حصل «قروم» على نزر من الراحة قبل أن يخوض امتحانا جديدا.. تمرير لفيف من السيارات على السكانار قبل أن يرصد شحنة «زطلة» مخفية في صندوق بنزين احدى السيارات والشاحنات في المعابر الحدودية سواء البحرية أو البرية. تلك الجاهزية فسرها الملازم أول محمد صالح المثلوثي بكثافة التدريبات التي تتلقاها كلاب فرقة الأنياب قبل أن تدخل في الخدمة وهي تراوح عادة بين ثلاثة وستة أشهر وكثافة التدريبات تجعل الأنياب تتسم بنجاعة تعادل 100 ٪ في رصد المخدرات والأسلحة والمتفجرات حيث أحبطت مؤخرا محاولة لتسريب 70 حبة «ماريخوانا» في ميناء حلق الوادي و35 غراما من المسحوق الأسود المستعمل في صناعة الخراطيش والمتفجرات بذات المصدر. وفيما تتسم السلالات البلجيكية بنجاعة كاملة فإن سلالة «سبينغر» الانقليزية هي الأكثر استعمالا في المطارات نظرا لصغر حجمها مقارنة بباقي السلالات. مراقبة الطرود البريدية أوضح العقيد رمزي الفرشيشي مدرب مركز تدريب الأنياب أن فصيل الأنياب تأسس سنة 1996 فيما شيد مركز التدريب بالحبيبية سنة 2004 وهو فصيل يتسم بإشعاع غير محدود على كامل تراب الجمهورية كما يمتلك فرقة قارة في كل من ميناء حلق الوادي ومركز الطرود البريدية توقيا من مرور أي ممنوعات عبر البريد. وتابع أنه إلى جانب اختصاص كشف المخدرات والأسلحة والمتفجرات فإن فصيل الأنياب يضم سلالات مختصة في تأمين المنشآت وأخرى في الهجوم تستعمل أساسا في تدخلات فرق «الكومندو» ومداهمة المخازن من قبل تشكيلات الحرس الديواني في الأثناء كان كلب الهجوم «ماقنوم» المنحدر من سلالة «رود فايلر» الألمانية يستعد على الرواق قبل أن يندفع بكل قواه تحت وابل من تعليمات مدربه العريف سفيان في تصور حي للاطاحة بعنصر إرهابي سرعان ما انقض عليه مدركا الاستحقاق الذي يخول له الحصول على المكافأة المحبذة لديه وهي الكرة البلاستيكية التي يتسلى بوضعها بين أنيابه بعد مشقة العمل. وابل من الرصاص على الضفة المقابلة كان لفيف من رجال «الكومندو» يتجمع لتنفيذ تصور حي لعملية نوعية للقبض على عنصرين إرهابيين على متن سيارة رباعية الدفع.. وفي لحظات تحولت باحة تدريب الأنياب إلى ساحة حرب بعد أن أطلق أحد أعضاء «الكومندو» قنبلة صوتية تستعمل عادة لإرباك الطرف المقابل وإفقاده التركيز قبل أن يندفع بقية عناصر الكومندو بالتداول تحت تغطية الرصاص المكثف المندفع من رشاشات زملائهم... أظهر عناصر «الكومندو» سرعة فائقة في تغيير مخزن الرصاص وهم يتقدمون خطوة خطوة بعد قراءة دقيقة للحواجز المتاحة.. وفي بضع ثوان كان العنصران الارهابيان جاثمين على الأرض معلنين الاستسلام لرجال الكومندو. تلك الدقة والجاهزية فسرها الجنرال صبري بن صالح قائد جهاز الفرق المختصة للديوانة بأن فيلق الكومندو الذي أحدث عام 2015 يعيش على مدار الساعة محاكاة لكل سيناريوهات العدوان والتدخلات المحتملة وهو ما يجعله جاهزا للتدخل في أي بقعة من تراب الجمهورية. وتابع أن أعضاء فيلق الكومندو الذي قام بتأمين المنشآت الرسمية على الحدود إبان ملحمة بن قردان يتلقون تدريبات مشتركة مع القوات الخاصة العسكرية والوحدة المختصة للحرس الوطني وهم مستعدون على مدار الساعة لكل السيناريوهات بما في ذلك المواجهة بالرصاص الحي أو حماية دوريات الحرس الديواني عند تعرضها إلى ردات فعل عنيفة على غرار استهداف مهربين لتشكيلات الحرس الديواني مؤخرا في تطاوين. ومنذ أواخر سبتمبر المنقضي عاضد فيلق الكومندو سلسلة من المداهمات لمخازن ومحلات سكنية أثناء عمليات نوعية للحرس الديواني في مناطق متفرقة من البلاد منها المهدية وجربة وأفضت إلى حجوزات من الوزن الثقيل منها مواد كهربائية مقلدة بقيمة تسع مليارات وعجلات مطاطية بقيمة نصف مليار وملابس جاهزة وأحذية بقيمة مليار كما تشتمل هيكلة الكومندو على فصيل مختص في حماية الشخصيات والوفود. الأمن القومي بالمحصلة أظهر فصيل الفرق المختصة للديوانة الذي يضم أيضا فيلق الدراجين ووحدة الكشف بالأشعة قدرات فائقة على تحصين الحدود إزاء لفيف من المخاطر التي تستهدف الأمن القومي على غرار المخدرات والأسلحة والمتفجرات في نطاق الحرب التي لم تنته بعد ضد أخطبوط الارهاب والتهريب.