تحولت مسيرة شعبية بمدينة جبنيانة إلى اشتباكات بين المواطنين والوحدات الأمنية بعد إقدام شاب على حرق نفسه. و تم استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. ومازالت عمليات الكر و الفر بين الأمن والمتظاهرين تسيطر على المشهد اليومي بالجهة ... الشروق- مكتب صفاقس: المسيرة الشعبية انطلقت منذ العاشرة صباحا من أمام مقر المعتمدية على خلفية مقتل شاب على دراجته النارية إثر مطاردة أمنية ندّد خلالها المتظاهرون باستعمال الأمن المفرط للغاز المسيل للدموع و الإيقافات العشوائية للمحتجين في الأيام الأخيرة ... ورفع المحتجون شعارات ضد ما أسموه « عسكرة « الجهة بأعداد غفيرة من أعوان الأمن منذ ليلة الأحد 23 ديسمبر 2018 وما رافقه من إمعان في استعمال القوة و الغاز المسيل للدموع واستفزاز شباب المنطقة وأهاليها بمداهمة الأحياء والمنازل وترويع السكان حسب تعبير بعضهم. و طالب الأهالي بضرورة محاسبة الجهات المتورطة في مقتل الشاب أسامة لعطر الذي توفي إثر مطاردة أمنية بجهة الحنشة عندما كان على متن دراجته النارية الكبيرة الحجم حسب ما تداوله شهود عيان . و يصر أبناء جبنيانة على كشف حقيقة وفاته وفتح تحقيق جدي ومحاسبة الجناة ، كما عبّر المحتجون عن رفضهم الاستعمال المفرط للقوة كوسيلة لإلجام صوت الأهالي والتعبير عن حقهم في الاحتجاج خاصة بعد إيقاف 17 شخصا على ذمة التحقيق بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات . و تطورت الأحداث بسرعة عند محاولة شاب حرق نفسه أمام مركز الشرطة. حيث استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة. وانتشرت الفوضى في المدينة. وتم رشق الوحدات الأمنية بالحجارة وحرق العجلات المطاطية. و أصيبت المدينة بالشلل بعد إغلاق المحلات التجارية و المؤسسات الحكومية أبوابها ... ويذكر أن المدخل الجنوبي للمدينة مازال مغلقا منذ مساء يوم الثلاثاء على مستوى منطقة المساترية بسبب وفاة طفل اثر الاحتجاجات. وأصبح الدخول الى المدينة صعبا من بقية المداخل الشرقية والشمالية. ومازال الغموض يسيطر على الوضع الأمني بالجهة ومرشّحا لكل الاحتمالات نتيجة تفاقم حالة الاحتقان بالمدينة .