تطالعنا هذه الايام اخبار فرق المراقبة والشرطة البلدية التي تقوم بحجز اطنان من المرطبات الفاسدة وغير صالحة للاستهلاك وكميات كبرى من لحوم الدجاج الملوثة. انها حمى الجشع والغش التي تدفع فئات من المستكرشين الى استغلال مناسبة السنة الادارية لتحقيق ارباح طائلة على حساب صحة المستهلك وحياته ان لزم الأمر ورغم الحملات المتواصلة التي تشنها فرق المراقبة فان اطنانا من الحلويات الفاسدة واللحوم المتعفنة تستقر في بطون المستهلكين وتنتهي بهم الى المستشفيات واقسام الاستعجالي ولا يكاد يقتصر الأمر على هذا القطاع فالنزل والمطاعم الفاخرة تستغل هذه المناسبة لتحقيق ارباح طائلة فترتفع الاسعار وتتضاعف لتبلغ ارقاما خيالية . والغريب في الامر ان هذه الممارسات تتكرر كل سنة وتشهد نسقا متصاعدا في ظل غياب الوعي عند اغلب المواطنين وغياب ثقافة المقاطعة وانتشار عقلية الاستهلاك والتقليد. فلا يكاد يخلو بيت تونسي من قطعة الحلويات التي تْشترى من اول محل دون تدقيق او بحث اضافة الى الدجاج او الديك الرومي ،ان هذه الظاهرة تتطلب وعيا ذاتيا فكل حملات المراقبة والردع لا يمكنها ان تقضي عليها في ظل سلوك اغلب الناس الذين ينقدون هذه المناسبة ويعتبرونها دخيلة و لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا ولكنهم ينخرطون فيها بعد ذلك بطريقة تفضح هذه التناقضات الحادة التي اصبحت تميز شخصية التونسي.