صدرت ثاني روايات الكاتبة زهرة الظاهري» عن دار زخارف للنشر بعنوان «طيش الاحتمالات» بعد رواية أولى لها بعنوان «المنعطف» رأى فيها النقاد أنها مثلت جسر العبور إلى عالم الكتابة الروائية. جاءت ثاني الروايات «طيش الاحتمالات» في 118 صفحة من القطع المتوسط. تتضمن الرواية كما جاء على لسان صاحبتها بابين لكل باب تسعة فصول تكاد تكون مبعثرة. فقد تعمدت المؤلفة والكلام لها في هذا العمل التمرّد على الأساليب والأنساق المعتادة في السرد لإيمانها بأن القارئ شريك في الكتابة وبالتالي فهي غير معنيّة بأن تقدم له مادة جاهزة بل تطرح عليه مجموعة من الأفكار مبعثرة في سياق سردي وكتابة سردية غير خطية من أجل أن يعيد القارئ التركيب من جديد بغية استجلاب أكثر الآراء والأفكار حول الموضوع الذي تشتغل عليه. ولئن اشتغلت زهرة الظاهري في هذه الرواية على التفكّك العائلي وهو ما تعانيه المجتمعات المعاصرة فقد وجدت حسب رأيها أن الخيانة في مفهومها الزوجي مدخل لطرح مسألة التفكّك الأسري. وكانت مقاربتها لهذه القضية من جانب حيادي تماما حيث أنها لم تتعامل مع الخيانة كتهمة بقدر ما أنها الوجه الآخر للعلاقات الإنسانية. زهرة الظاهري وهي معلمة باحدى المدارس الابتدائية بسيدي بوزيد وأم لطفلين طاقة إبداعية متعددة الاتجاهات بدأت بالشعر لتغيّر الاتجاه نحو الكتابة السردية فكانت رواية «المنعطف» ثم قصة للأطفال التي حولتها إلى فيلم قصير توّج بالجائزة الثالثة (أفضل سيناريو) في مسابقة وطنية للسينما والصورة ثم كان الموعد مع طيش الاحتمالات التي نالت استحسان الروائي القدير الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر المعروف بالصرامة والشدّة في كل ما له علاقة بالكتابة الروائية وهو الذي خبرها على امتداد أكثر من أربعين سنة. زهرة الظاهري تسير بخطى ثابتة ودون صخب على درب التأسيس ثم التأثيث لمسيرة روائية رائدة ومتفردة تجمع بين الإقناع والإمتاع وتضمن الإضافة الهامة للمدونة الروائية التونسية بدرجة أولى.