رغم مرور 12 سنة على رحيله لايزال الرئيس الراحل صدام حسين يحتل مكانة في وجدان العراقيين الذين يتحصرون على فترة حكمه معتبرين ان العراق بعده غرق في الظلام والفوضى والدماء والطائفية وانهيار كل ما تم بناؤه. بغداد (وكالات) وتداول ناشطون عراقيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا ومقاطع فيديو لإحياء ذكرى رحيل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وفي الذكرى الثانية عشر لإعدامه، رفع مجموعة من طلاب جامعة الأنبار، صورة للرئيس صدام حسين خلال احتفالية داخلية أقاموها، ورسمت الصورة باللون الأسود على لوحة بيضاء، فيما تجمع العشرات من الطلبة حول حاملها. وتداول العراقيون مقاطع فيديو وثقت الاحتفالية التي رافقتها أغان عراقية وطنية كانت تبث سابقًا في عهد صدام. وخلال استطلاع قامت به شبكة رووداو الإعلامية في بغداد وصف مواطن عراقي الوضع في ظل النظام السابق بأنه كان «أحسن، نعم أحسن» من ناحية «الهيبة والحرمة، ولم تكن عندنا هذه التفرقة، الآن هناك طائفية وأمور مذمومة». وحول إعدام صدام حسين، قال مواطن: «شعرت بأن العراق قد انهار، وبعده.. بعد الإعدام ستجري الدماء، والدماء جرت ولازالت وستجري». وعن مشاعره لدى سماعه خبر الإعدام، قال أحد المواطنين: «شعرت بأننا جميعاً سنحصل على حقوقنا وتتحسن الأمور بالنسبة لكل العراقيين، لكن كلا، لم يحصل ذلك». وكانت رغد ابنة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، قد نشرت تسجيلًا صوتيًا بمناسبة الذكرى ال12 لإعدام والدها، وعدت فيه بالعمل على بناء عراق حر موحد ومتطور. وقالت رغد في التسجيل: «هذه هي عدالة الله؛ فالحق لا يضيع ما دام هناك من يدافع عنه ويطالب به»، مضيفة أنها «مؤمنة بالله أن القادم أفضل»، مشيرة إلى أنها ستعمل على «بناء عراق حر موحد ومتطور يوازي في مكانته البلدان المتقدمة». ورددت رغد صدام حسين الآية القرآنية «إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا»، في إشارة منها على ما يبدو إلى قرب تنفيذ ما وعدت به، مشيرة إلى أنه بذلك «تُطوى صفحة الذل والتبعية والعمالة التي صاحبت الاحتلال، والتي لا تمثل العراق ولا العراقيين الأصلاء». من جهة أخرى وصف عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، امس، الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ب"البطل القومي المغوار"، معتبرا أن إعدامه صباح عيد الأضحى في 30 ديسمبر عام 2006 سيبقى «وصمة عار». وقال بكري عبر حسابه على موقع «تويتر» إنه «في ذكري إعدام الشهيد صدام حسين ، التحية لروحك الطاهرة أيها البطل القومي المغوار، سيبقى إعدامك وصمة عار تلاحق بوش (الرئيس الأمريكي الأسبق) وعصابته وعملاء إيران إلي يوم الدين، لقد مزقوا العراق ودمروا جيشه وأشاعوا فيه الفوضي، قتلوا وشردوا الملايين من أبناء شعبه، ونشروا الفتنة والطائفية على أرضه». وبعد مرور عقد ونصف على بدء غزو العراق، لا تزال مشاهد الدمار التي تمتد على كامل مساحة البلاد حاضرة بقوة؛ إذ كان الغزو بداية انطلاق دمار حلّ على أرض الرافدين، وصل بها إلى مستويات متدنية جداً من الأمن والخدمات، وانتشار الجماعات الإرهابية. كما لا يزال العراق غارقا في الفوضى والدمار والانهيار الاقتصادي وسطوة الميليشيات والمجموعات الارهابية، بالإضافة الى الانقسام السياسي وعودة وحش الطائفية لإحراق البلاد.