طيلة ثمانية أعوام والخلاف بين وزارة التربية والطرف الاجتماعيّ، لم ينطفئ له فتيلا، وفي السنوات الأخيرة حشر كلّ التونسيات والتونسيين حشرا في معركة حامية الوطيس، مع بداية كلّ سنة دراسيّة يشتدّ التهديد والوعيد، ومع كلّ وقت حصاد تبلغ وطأة الحرب « كسر العظام « ومع كلّ معركة، ولحلّ المشكلة يطرح السؤال الكلاسيكيّ : ماذا يريد الأساتذة...؟ فتتسلّل كلّ الحروف والكلمات إلى الفؤاد وصفو الضمير، وكأنّها صرخة كلّ الكادحات والكادحين، هلعا ورعبا عن مصير المدرسة العموميّة وغد الأبناء والأحفاد، وهم الذين يبتاعون من بيضة ودم وعرق لهم الكرّاس والقلم والكتاب. ويمنّون النفس غبطة وشموخا بإشراقة غد أفضل وبعضا من إنصاف قدر. والإجابة عن السؤال المطروح تكرارا ومرارا هيّن، فما يريده الأساتذة بيّن وواضح وهو حقّ مكتسب لا يجادلهم فيه أحد، في ظلّ تدهور الدينار ولهيب الأسعار التي تتحكّم فيها بارونات المال، شأنهم في ذلك شأن كلّ القطاعات وكلّ المواطنين والمواطنات. وفي تقديري، إنّ السؤال في حيّز الهوامش، لن يساعد على التفكيك القويم للمشكلّ الذي لا يكلّ ولا يملّ، استنزافا لكلّ الطاقات نفسيا وماديّا وبيداغوجيّا، بل يعسّر ويعطّل إمكانية الوصول إلى حلّ عادل بين الحكومة والمكتب التنفيذي للاتّحاد، لوقف كلّ هذا العبث والهدم والهدر في كلا الصرحين، مدرسة وخيمة. والرأي عندي إنّ السؤال الذي يحب طرحه على كلّ الأطراف وعامّة الشعب هو : ماذا يريد «النقيب»...؟ هذا علّ الرّشد يعود إلى أصحاب القرار في الصرحين وإلى « من كادوا أن يكونوا رسلا «، فخر نبل الرسالة وبذر القيم وصنّاع العقول