لا يزال مرض الكبد الدهني غير الكحولي الذي يُطلق عليه أحيانًا بمرض الصودا أو «الناشا» غير معروف ويشهد هذا المرض ارتفاعا ليبلغ ما يقارب 46 ٪ من سكان العالم. يختلف المختصون حول نسبة الإصابة لكن هناك إجماع عام على أنه يصيب واحد من كل ثلاثة بالغين في جميع أنحاء العالم. سيصبح مرض الكبد الدهني «الوباء العالمي القادم» كما توقع الباحثون من جامعة هارفارد. أشارت «دومينيك لانيس» اختصاصية أمراض الكبد في باريس خلال اجتماع إلى أنه «في جميع أنحاء العالم يعرف المرض انتشارا وتوسعا بحيث لا يمكن حصره اليوم: الناس يأكلون المزيد والمزيد وكميات متزايدة من السكريات دون أي انتباه لآثار ذلك على الصحة». فقط أطباء الكبد كانوا مهتمون بالمرض وهناك حاجة ماسة لتحسيس بقية الأطباء بخطورة هذا المرض. لا يوجد حتى الآن أدوية ضد تشحم الكبد أو «ناشا». إنقاص الوزن من 5٪ إلى 10٪ كافٍ لجعله يتراجع ويحدّ من تليف الكبد. علاج السكري وخفض الكوليسترول والدهون الثلاثية يظل ضروريًا حتى لو لم يكن له تأثير مباشر على الكبد. من السهل نسبيًا تخليص الكبد من الشحوم وإعادة تجديده وتحفيزه وفي أسوأ الأحوال تجنب عملية الزرع. من السهل أيضا القضاء على التهاب الكبد الناجم عن التبغ والكحول والأطعمة الصناعية والأدوية وذلك بطرق طبيعية بحتة. أي دور للكبد؟ الكبد هو واحد من أهم أجهزة الجسم البشري. لديه حوالي 800 وظيفة حيوية: تنظيف الدم، القضاء على السموم، تحويل المغذيات إلى طاقة وتخزين الفيتامينات والمعادن ....... يقول الطبيب «روبرت س. براون» ، من مركز ويل كورنيل لأمراض الكبد: «يعالج الكبد كل ما يتم تناوله ويحوله حتى يتمكن الجسم من استخدامه أو إزالته». للكبد دور كبير في وظائفنا العضوية. إنه يسمح بالهضم وامتصاص الدهون الغذائية من خلال الأحماض الصفراوية في المرارة كما أنه يجمع البروتينات بجميع أنواعها والكولسترول والفيتامينات (فيتامين D) وما إلى ذلك ويخزنها ويخلّص جسمنا من السموم ولكن إلى حدّ معيّن. تتأتّى السموم الذاتية من وظائفنا العضوية الخاصة (بقايا نشاط الخلية، نفايات المواد الغذائية ...) ويتم امتصاص السموم الخارجية عن طريق الجهاز الهضمي (الأصباغ والمبيدات الحشرية والأدوية والكحول ...) وعن طريق الاستنشاق (التبغ والغازات...) والجلد (مزيل العرق ومختلف مستحضرات التجميل ...).